آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

لا شيء في الطبيعة يعيش لنفسه!!!

سوزان آل حمود *

‏النهر لا يشرب ماءه.. ‏والبحر لا يأكل سمكه.. ‏والأشجار لا تأكل ثمارها.. ‏الشمس لا تُشرق لذاتها.. ‏والزهرة لا تَعْبَق لنفسِها.. ‏

وذات اَلضَّرْع لا تشرب لبنها..

‏خُلِقت الأشياء لتخدم غيرها..

‏هذه حكمة الله ورسالته لنا.. ‏فلنكن عوناً لبعضنا..

فإذا جاءك المهموم.. أنصت.

وإذا جاءك المعتذر.. اِصفح.

وإذا قصدك المحتاج.. أنفق.

كل شيء حولنا يرحل ويغيب إلا الخير..

فإنه يظل مغروساً في النفس..

‌‏إذا جاءكَ أحد طالباً نفعك

تأكد بأنك أنت المنتفع أكثر منه،

ساقه الله إليك وفتح لكَ باب خير

”إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم“

على الرغم من عيوب الناس وتطفلات البشر، وما يسببه البعض لنا من ضيق وخوف، إلا أنه لا يمكننا العيش بدونه، لا يستطيع الإنسان أن يعيش وحيدا دون أن يتحدث مع أحد، أو يتعامل مع من حوله سواء في العمل أو في الأسرة أو في الشارع، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان اجتماعي بطبعه، وأعطاه القدرة على التعامل مع كافة أنواع البشر، وهذا هو الأمر الطبيعي الذي يجب أن يكون عليه الإنسان، لذا عندما نجد شخص انطوائي غير قادر على التعامل مع الآخرين، يفضل الجلوس وحيدا ولا يتحدث كثيرا، فهو بالنسبة لنا شخص غير طبيعي يعاني من مرض نفسي ما، وبالتالي فالحديث مع الناس والتعامل المستمر مع الآخرين هو الأمر الطبيعي الذي خلقنا الله عليه.

الطيبون كلما أرادوا أن يصبحوا سيئين فشلوا.. لأن بداخلهم بذرة صغيرة تسمى الضمير.. هي تمنعهم فهم محبين للآخرين ساعين لخير الجميع

فالإنسان بطبيعته لا تكتمل سعادته إلا بوجود الآخرين فلن يكون سعيدا أبدا بمفرده لأجل ذلك عليه أن يواظب على علاقات مع الآخرين قائمة على الرضا والحلم المتبادل، عندما يحصل الإنسان على كل ما يسعى وراءه من جمال ووسامة وبيوت كبيرة وسيارات فاخرة وراتب أعلى، فكل هذا لا يمنحه السعادة الدائمة فعاجلا أو اجلا يبقى كل ذلك عديم القيمة الذي نبحث عنه هو السعادة الأبدية وليست السعادة الفانية، السعادة ليست مفهوم حسي، بل السعادة في القلب ومنه تُضخ إلى سائر الجسد هنا تتجلى الإنسانية بأحاسيسها. وبالتالي يترسخ الإيمان بأن لا شيء في الطبيعة يعيش لنفسه..

ختامً.. أحب بلا مقابل، أحب الناس بلا مقابل انظر لهم كأنها أمانة من الله قيمهم كما تحب أن تعطى القيمة افعل لنفسك مشاركة وجدانية عاملهم كما تحب أن يعاملوك به، لا تفعل الشر إذا لم تستطع فعل أي شيء، هذا سيجعلك أكثر سعادة من الآخرين. فعل الخير والدوام عليه يجلب الخيرات، مساعدة الناس جيدة جدا لصحة ضغط الدم، مساعدة الناس أيضا جيدة جدا لصحة القلب والوريد، مساعدة الناس «بقدر استطاعتك» تقلل من الضغط النفسي ومن الإصابة بمرض الاكتئاب، مساعدة الناس يعصم من التكاسل ويصبح الإنسان صاحب نشاط وخفيف الحركة، وهكذا تحقق أن الإنسان اجتماعي بطبعه ولن يعيش لنفسه فقط.