آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

هل عدنا إلى الدراسة حقا

سهام طاهر البوشاجع *

ساحات لم تطأ وعلم لم يرفع ونشيد لم يردد، أسبوع وأكثر مضى على عودة أبنائنا إلى صفوفهم الدراسية ومقاعدهم المنتظرة، وفي أذهانهم سؤال عالق يتردد كالصدى، هل عدنا حقا إلى المدرسة؟

هل هذه هي بالفعل مدرستنا؟ أين الطابور الصباحي؟ وأين لذة جرس الفسحة؟ أين حصص النشاط؟ ولقاء الأصدقاء، وصخب الفصولالدراسية المجاورة؟ أين العبث الذي كنا نفتعله بين الممرات وفي الساحات؟ وفي المعامل وعلى نافذة المقصف.

نعم عاد نصفنا ونصفنا لم يعد بعد، وحين يعود نصفنا الآخر، نغيب نحن، كالشمس والقمر، لا يجتمعان معا.

لم تعد الدراسة كما كانت منذ أن تركناها قبل سنتين، وكأننا ودعنا حياة مضت بذكريات لن تعود من جديد؛ لأنها ببساطة ما زالت مسروقة مع سارقهاالمحترف المدعو كوفيد 19.

يعيش الطلبة والطالبات حالة من التذبذب منذ أن أعلنت وزارة التعليم الدراسة الحضورية والعودة مجددا إلى المقاعد الدراسية بطاقات استيعابية جديدة وتحضيرات استثنائية نظير بقاء جائحة كورونا تلوح في الأفق، وتحوم في الأرجاء، الأمر الذي استدعى أن يقسم الطلبة على مجموعتين خلال أيام الأسبوع الدراسي، وبشرح متزامن حضوري وعن بعد.

كل هذه الجهود بذلتها وزارة التعليم، إذ عدتها حلولا جيدة لتخطي أزمة الفيروس والعودة التدريجية إلى الحياة الدراسية.

هذه التحديات حول هذا القرار كبيرة جدا وتطلب مجهودات جماعية وفردية وقرارات حاسمة، فمسألة البث المباشر المتزامن بين الفصل والمنزل، تتطلب شبكات إنترنت مفتوحة ومتواصلة خلال اليوم الدراسي، الأمر الذي لم يكن متوفرا في كل المدارس، بل في أغلبها، مما دفع بالمعلمين والمعلمات للجوء إلى الخطة البديلة، وهي استثناء بعض الطلاب في مجموعة منفصلة تتابع الدرس من المنزل مسجلا عبر قنوات عين التعليمية، وقنوات عين إذ تقدم أفضل الدروس عرضا وشرحا من قبل معلمين ومعلمات أكفاء، إلا أن الأمر أربك قليلا الطلبة حيث التنقل السريع يوما بعد يوم من شرح المعلم في المدرسة إلى شرح آخرين في بوابة عين التعليمية، يشتت الاستيعاب لديهم ويأرجحهم بين اسلوبين مختلفين في فهم المنهج.

ما زالت نتائج هذه التجربة قيد التحرير، فلم نصل حتى الآن إلى تقييم للوضع الذي جبلت عليه المنظومة التعليمية بسبب هذه الظروف، إلا أنالبعض يقيمها مبدئيا بأنها أفضل بكثير من مجرد الدراسة ”عن بعد“ كما حدث خلال العامين الدراسيين الماضيين؛ بسبب بروتوكولات فيروس كورونا الذي تسبب في إغلاق أغلب المدارس حول العالم وليس فقط لدينا في المملكة العربية السعودية.

تأتي الأمنيات وكل الدعوات بأن يكون عاما مختلفا يقدم أفضل ما لديه من خطط تطويرية ترتقي مع شغف الجميع للعودة إلى الحياة الآمنة اجتماعيا واقتصاديا وتعليميا، وعلى جميع الأصعدة، فكم اشتاق الجميع للجميع.

كاتبة ومحررة في صحيفة المنيزلة نيوز