آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 11:39 م

لا تكثر النصح

المهندس أمير الصالح *

عدد ليس بالقليل من الاباء المعاصرين يشكون من عزوف ابناءهم المراهقين بشكل خاص ومن نفور الجلوس معهم. في ظل مكابدة الاباء العناء الكبير من اجل توفير حياة كريمة لأفراد اسرته، فالآباء لديهم توقعات كبيرة وكثيرة عن رد الجميل لهم من قبل ابناءهم من ابناء الجيل الحالي. الا ان العزوف من بعض الابناء من التفاعل الايجابي مع اباءهم في كثير من الاحيان هو سيد الموقف ومن يعرف السبب لهذا التصرف سيبطل عنده العجب.

يرشح بعض علماء التربية بان الاسباب لهكذا سلوكيات من قبل بعض المراهقين نحو اباءهم يُعزى الى احد او كل الامور التالية:

1 - كثر النصائح الموجهة للأبناء

2 - كثرة اللوم الموجهة

3 - كثرة الاوامر الصادرة للأبناء

4 - كثرة الانتقاد والتعنيف من قبل الاباء

5 - كثرة المن بعد العطاء والمؤدي لإيذاء نفوس المتقبلين للعطاء من الابناء

من بعد تشخيص المشكلة اي عزوف بعض الابناء عن اباءهم من ابناء الجيل الحالي الصاعد وتحديد جملة من الاسباب، وجب تحديد وطرح بعض الحلول الممكنة والفاعلة من خلال قوالب التجارب العملية الجديدة أو الدراسات الاكاديمية الحديثة. ولعل من انجع الحلول حسب ما وقفت عليه بالتجربة كوني اب لأبناء متفاوتي العمر، هي حسن إعراب الوالدين لفظا وفعلا وسلوكا واسلوبا بشكل متكرر عن الحب والاحتضان للأبناء واستيعاب هفواتهم واعطاءهم حق الفرصة الثانية ومناقشة المتشابهة من المفاهيم لديهم بأسلوب حضاري راق.

ثانيا، التفاعل مع الابناء بأساليب مختلفة وبعيدة عن قوالب الاوامر والنواهي الجامدة، ويفضل ان تكون المحادثات بقوالب استنطاق تفاعل بيني من خلال طرح اسئلة واخذ الاستشارة من الابناء.

بالمجمل في هذا العصر من الجيد ان يجيد الاباء فنون التواصل الفعال مع الابناء لاستيعاب ابناءهم اولا، واستقطابهم نحوهم ثانيا، والحرص على ضبط ايقاع النصح والاوامر والارشاد وترشيد كمياته لئلا ينفر الابناء منهم. وان يجتهد الاب الجاد في ان يكون قدوة ومثال صالح يحتذى به للأبناء من خلال السلوك والقول الحسن، فهذا اقوى تأثيرا من الكلام المنمق، Walk the talk.