آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 12:38 ص

الشخصية التي جمعت بين العلم والأخلاق

صالح مكي المرهون

سماحة العلامة التي جمع بين العلم والأخلاق هو سماحة العلامة الشيخ محمد احمد العبيدان حفظه الله.

له أبوان كريمان ترتبط بمحمد وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام، فأفرغا عليه من ذلك الولاء وغذياه حبا لمحمد وأهل بيته الطاهرين .

بدأ حياته بعد دراسته الثانوية في طلب العلم، وقد كان تلك المرحلة يعشق العلم والعلماء، فرغب في التفرغ لطلب العلم، وحمل راية إرشاد أيتام آل محمد ﷺ الدراسة الحوزوية لقد كانت بداية الرغبة عنده الالتحاق بالحوزة العلمية، لتلقي العلوم، لما قرأ كتاب أنوار البدرين للشيخ علي البلادي، فأثر فيه سلوك العلماء ومنهجهم، ورغب في السير على خطاهم وأن يتربى بينهم، ولذا تفرغ سماحته بعد دراسته للمرحلة الثانوية للدراسة الحوزوية فترة من الزمن في مدينة القطيف عند مجموعة من فضلاء العلماء، وبعد ذلك كان يرغب للهجرة إلى النجف الأشرف حتى وفق الله له ذلك، فهاجر إليها فحل ضيفا على باب مدينة العلم وبدأ دراسته في الحوزة العلمية، بعد وصوله إليها مباشرة كان حريصا على الوقت بأن لايضيع شيئا منه الا في تحصيل العلم، وبقي في النجف الأشرف فترة من الزمن حتى تمكن من خلالها من إنها المقدمات، وبعد ذلك شرع درسه في أول السطوح على يد ابرز الاساتذة الفضلاء الذين كان لهم الأثر على شخصيته العلمية، ثم حضر لدرس الأخلاق عند أفضل العلماء.

ولذلك كان هذا العالم الجليل يمتلك أخلاقا عظيمة وعالية وتواضع رفيع المستوى مع أهل بلده ومجتمعه المحيط به، وبعدها كانت الظروف لم تساعده للاستمرار بالنجف الأشرف، فقفل راجعا للوطن وبقي فيه مدة طويلة يواصل فيها درسه الحوزوي عند بعض فضلائها وقد قطع فيها نصف السطوح العليا، كان ذو حكمة بارعة كان مجتهدا ذكيا لا يفوت أي من الأوقات إلا يستفد منه في تحصيل العلم، وبعدها عزم على الهجرة إلى قم المقدسة وبعد ما وصل إليها بدأ في تكملة دراسته في درس السطوح، ثم التحق بالبحث الخارج على يد اساتذه من أفضل الاساتذه، وبعدها حضر بعض بحوث الرجال كما حضر الفلسفة، كما له بعض المؤلفات الحوزوية، وبعض الكتابات الثقافية كان سماحته بارزا ذكيا وهو يتلقى العلوم الحوزوية، ومن مؤلفاته التي كتبها شرح كتاب الاجتهاد والتقليد، وغيرها من الكتب ككتاب صلاة المسافر.

وشرح كتاب الرضا، وشرح كتاب النكاح وغيرها من الكتب التي تخدم الدين والتدين والمجتمع الإسلامي والمؤمنين، وغيرها من البحوث العلمية، ولسماحته أيضا مجموعة من المحاضرات التي تم إلقائها من خلال المنبر الحسيني أو من خلال ما كان يلقيه سماحته في أيام الجمع في المسجد أو في بعض ليالي الخميس وهي بحوث متعددة مابين عقائديه، وفكرية، وفقهيه، واجتماعية وأخلاقية وروحية، كم يحمل هذا العالم من فيض العلم الجليل والخلق العظيم، لقد وفق بين الصفتين العلم والأخلاق، قد يظن البعض أن العلم والأخلاق مفهومين منفصلين، لايكمن ان تمعهم علامة واحدة، لكن الذي لايعلمه البعض، فإن العلم والأخلاق مرتبطان بعضهما البعض، لأن الأخلاق صفة للتعامل، وهي من صميم الإسلام، لأن الإسلام دستور للتعامل، الأخلاق تعني السلام والمسالمة والأمن بين البشر، فالإنسان بأخلاقه وتواضعه ولطافة لسانه، بل في موضع المشاجرة والاختلاف أيضا، هو دلالة على حكمته وانتماء هذا الشخص إلى الإسلام وروحه صفة، فهي إذا من صميم الدين.

من لا أخلاق له لادين له، ولا إسلام له، لأنه فقد روح الإسلام، فذهب الله بالرقة من قلبه والله لا يحب كل ذي قلب غليظ.

إذا العلم والأخلاق من أهم الصفات الإسلامية التي تساعد الفرد على أن يكون إيجابي وسط الأخرين، العلم والأخلاق من أهم عوامل رفعة المجتمع الإسلامي وسيادته وتماسكه، وهذا المطلوب بأن يكون العالم جامع بين العلم والأخلاق، وهكذا كان سماحته العلامة العبيدان جامعا بين العلم والأخلاق الرفيعة، العالم صاحب الأخلاق الكريمة، دائما يكون متفوقان في عمله وفي خدمة المجتمع بكل أنواعها، وهذا العالم الجليل كان كذلك متفوقا يحمل فيضا من العلم والأخلاق الرفيعة، فهنيئا لبلدتنا الحبيبة ومجتمعنا بهذا العالم المتواضع صاحب الأخلاق الرفيعة، وفق الله سماحة العلامة الشيخ العبيدان لكل خير ونفع بعلمه المؤمنين والمؤمنات.