آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

الاستثمار في سوق السيارات الكهربائية

المهندس أمير الصالح *

الكل سمع ومازال يسمع من وكالات الأنباء العالمية عن التحول الجاد والمدعوم من قبل الدول الفاعلة عالميا من صناعة السيارات ذات الوقود الاحفوري والإتجاه الى صناعة السيارات الكهربائية. هناك من الناس من لا يكترث لكامل الموضوع جملة وتفصيلا. وهناك عدد ليس بالقليل من الناس في حيرة من أمرهم في كيفية توظيف هذا الموضوع والتنقيب أو اكتشاف الفرص فيه ومن ثم اقتناصها. وهناك ايضا من الناس من يتابع الأخبار في هذا المجال لمجرد المتابعة وملئ وقت الفراغ. ولتشنيف مسامع القارئ الكريم المستفيد من الاطلاع والمعرفة، وايمانا باخذ المبادرة وزرع روح التعاون في المحيط ومع الجميع، والاشتغال فيما ينفع النفس والناس في الدين والدنيا وحب الخير للاخرين، فاني أطرح هذه الورقة بين إيديكم عل وعسى تكون فيها منفعة وفرصة للبعض ممن تتهيأ لهم الامور للاستثمار والفرص كما نعلم تمر مر السحاب.

مع افتراض بأن الجميع مقتنع بان التوجه العالمي هو تبني السيارات الكهربائية فانني اتناول الموضوع من ثلاث محاور.

المحور الاول:

ما اسم شركات السيارات الكهربائية المعروفة في عالم اليوم

تيسلا هو الاسم الاول الذي يقفز في ذهن كل من يتحدث عن السيارات الكهربائية. الحقيقة انه الى جانب اسماء الشركات المعروفة والمتعددة في عالم صناعة السيارات مثل فورد F وشركة جنرالموتور GM وBMW والمرسيدس، ولجت حديثا شركات صينية عديدة قد تكون غير معروفة في منطقة الشرق الاوسط، مثل Nio وشركة Li وشركة Xpev. وهناك شركات اخرى يمكنك البحث عنها في الانترنت. ولكل من يود ان يطلع بشكل اكثر عن شركات السيارات الكهربائية وخصائص كلامنها، انصحه بالاطلاع على تقارير كاملة من موقع yahoo finance وبودكاست EV news daily.

المحور الثاني:

لماذا تتحدث عن شركات السيارات الكهربائية الصينية بالخصوص

لا يختلف إثنان بأن الصين لديها وجود اقتصادي ضخم في ارجاء العالم وهي ثاني اكبر اقتصادي العالم. ولا يختلف إثنان بأن معدل النمو لدى التنين الصيني في زيادة مضطردة لا سيما في مجال السيارات الكهربائية. واذا دققنا في التقارير الصادرة عن عدة جهات ومواقع متخصصة نرى ان هناك توقع باقتحام السيارات الصينية Nio عقر دار المانيا في نهاية عام 2022م بعد ان نجحت شركات صينية اخرى في تصدير سياراتها لبعض الدول الاسكندافية. والملاحظ بأن اداء بعض الشركات الصينية في بضع سنوات قليلة تجاوز شركات امريكية مضى عليها عقود ولك ان تقارن بين zoom وwalt disney. مواضيع البيئة وتقليل معدل انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون اخذت في الضغط الشديد على الحكومات الاوربية والامريكية المُنتخبة حتى ان موضوع المواصلات النظيفة اُدرج في رأس قائمة بنود الحملات الانتخابية القادمة في المانيا. كما ان بعض الدول اعطت معاملات تفضيلية في الحسم الضريبي عند اقتناء سيارة كهربائية تشجيعا منها للمواطنين هناك.

المحور الثالث:

هل استثمر في الاسهم الصينية للسيارات الصينية او شركات السيارات الكهربائية للشركات الاخرى

لكون العلاقات الدولية بين الصين والولايات المتحدة تمر بعدة محاور تنافسية فإن المستثمر الاجنبي اي الذي هو خارج نطاق كلتا الدولتين يخشي من اي حظر تجاري قد يُفرض على الشركات الصينية في حالة تدهور العلاقات بين محور الصين ومحور الولايات المتحدة. كما ان حاليا هناك تخوف من ارتدادات انهيار شركة ايفرجريناد العقارية الصينية على مجمل الشركات الصينية. وحاليا تم ادراج مشكلة نقص ال chips وازمة النقص الحاد في اشباه الموصلات الكهربائية semi conductor.

ملخص القراءة

الا ان كل تلكم التحديات والمخاطر ستكون محل اهتمام ومعالجة اهل المصالح الكبرى في تلكم الدول. ولذا من الجيد بعد استحصال الاطمئنان والقراءة الموضوعية المتفحصة ولا باس بعقد استشارات استثمارية مع اهل المال والاعمال عن افضل اداء مستقبلي للشركات المصنعة للسيارات الكهربائية وفي قطاع النقل، ثم المضي قدما بعد الاتكال على الله في الاستثمار في هذا القطاع. تذكر ان هناك حديث وجلبة تصاعدية عن موضوع تصنيع القوارب الكهربائية والطائرات الكهربائية على انها الخطوة القادمة لاتجاه الاستثمار.

نصيحة مكررة لابأس بذكرها هنا:

فقط استثمر بالمال الفائض والذي ان فقدته لا تفقد الاتزان والكرامة المالية، ”Only invest money you’re okay with losing“.