آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

سهام غادرة

زكي بن علوي الشاعر

سهام غادرة

ألا فاعتزلْ، إن لم تكن ذا محصَّلِ
من العلم، منسوبًا لمُثْرٍ مموِّلِ

وعدْ لقرًى من بينها قريةٌ تُرَىٰ
لدى الناس مجهولًا، ومثلهم اؐجهلِ

وإن تك في بعض المواطن معرضًا
عن الخاذلِ العلمِ المسيء المخذِّلِ

فإنك يا من لا أرىٰ مثلًا له
علىٰ من له علمٌ لَأول مقبلِ

يقدِّم بعض الناس من كان جاهلًا
لمظهرهِ، أو للِّباس المطوَّلِ

ويدخل في كل العلوم، مخالفًا
ويهرف؛ لٰكنْ حظه في التوغُّلِ

شفاعة من يهواه فوق شفاعتي
وعلمي؛ فهزُّ الردف أسرعُ موصلِ

إذا أنت لم تُقْبَلْ لدىٰ ذي حماقةٍ
بذات دلالٍ مولعٍ، فتجمَّلِ

تغنَّجْ، وحفَّ الشاربين، وكن فتًى
بصورة أنثىٰ ذات شعرٍ مرجَّلِ

وكن مثلها، يضحك لك الدهرُ؛ إذ لها
مطيعون لا يحظىٰ بهم عالمٌ ولِي

فهٰذا زمانٌ لا يدين لصالحٍ
وإن دانَ، يخضعْ للغبيِّ ويعجلِ

شكرتُ زمانًا، أن حباني ولزَّني
بمن ليس يقضي غير شرٍّ ومعضلِ

رماني زماني بالنبال، فلم تصبْ
سهام زماني غير قلبي ومقتلِي

يقولون: أفصحْ، قلتُ: ما أنا مفصحٌ
ولا مفصحًا، قالوا: ففصِّلْ وأجملِ

فقلتُ: عسىٰ أن أستريح، فقيل لي:
عسىٰ أن تموت اليوم، في شرِّ منزلِ!!

فقير طويل العمر، لا أنت هالكٌ
ولا أنت حيٌّ؛ أنت أشكلُ مشكلِ

وإن قال مستاءً ثريٌّ منعَّمٌ:
عليك تفو، فالقول للمتأوِّلِ

سلام علىٰ دهرٍ مضىٰ لم أكن له
وفيًّا بظلم الناس، في متحوَّلِي

إذا شئتِ أن تروي قصيدةَ شاعرٍ
يلازمه نحسٌ يحبُّكِ، فاؐنقلِي

سيبكي علىٰ فقدي كثيرون لم يعرْ
لقوليَ منهم واحدٌ، في تعقُّلِ

فيا أيها التاريخُ؛ لا تكتب الذي
جرىٰ بيننا؛ بل أعولنَّ، وولوِلِ!!