آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 12:54 ص

ضياء المولد

عبدالله المعاتيق

ضياء المولد

مالي أرى الأكوان شعّ ضِياها
والأرضَ فاح أريجُها وشَذاها

وعلَتْ شِفاهَ الشمس أجملُ بسمةٍ
حتى احتفت بجمالها وسَناها

والبدر يرسم ضحكةً خلاّبةً
فكأنما في رسمها يتباهىٰ

والبُلبُل الصدّاح في ألحانه
قد ألهَمَ البلدَ الحرامَ مُناها

والشِّعر يحكي قصةً أزليةً
فيها البديع مع البيان تماهىٰ

وُلِد النبيُّ محمدٌ خيرُ الورىٰ
والحُسْن في قسَمَاته قد تاها

وتراقصَت شوقاً لمقْدَمِه الرُّبىٰ
ولِحُسْن طلعتِه الجمال تناهىٰ

فالكل يبدو ضاحكا مستبشرا
ولقد يطأطئ للحبيب جِباها

وإذا رأيتَ النورَ قد شقّ الدُّجىٰ
فهو الشعاع من الجبين لطٰه

هو من يُظلَّلُ بالغَمام إذا مشىٰ
مَن مِثلُ أحمدَ ظلَّلته سَماها

هو صاحب الخلُق العظيم وإنه
في صورةٍ سبحان من سوّاها

فاق الجَمالُ جَمالَ يوسفَ صورةً
والشمسُ سلّت من ضياه ضياها 

والصدق في قاموسه عزفٌ على
وَتَر الأمانة يُستطابُ غِناها

وله من الأسماءِ غيرُ محمدٍ
الله جل جلاله أحصاها

هو خاتِمٌ هو حاشِرٌ هو عاقِبٌ
هو ماحيٌ هو قائدٌ هو طٰه

هذا النبيّ هو الصفيُّ المصطفىٰ
يٰسُ والفتّاحُ ما أبهاها

شَهِدَ الكتابُ بأمر رب العالميـ
ـن بأنّ أحمدَ قد أتمّ عُلاها
 
ولقد تشَوّقَت السّماء فأقبلَت
حتىٰ بلغْتَ من السّما أقصاها

في يوم مَولِدِك الكريمِ خوارقٌ
سَلبَتْ حشودَ الظالمين نُهاها

كم شُرفةٍ من قصر كِسرىٰ قد هَوَتْ
"واسّاقطت هُبَلٌ وهُدّ "مُناها

سل أهلَ فارسَ إذ خَبَتْ نِيرانُها
أو بَحرَ ساوَةَ كيف غاض قِراها

"والآي تترى والخوارق جمة" 
والأرض سكرىٰ والوليد سَباها

شُكِّلْتَ مِن أصلِ المَكارمِ تُحفةً
فُطِر الكمالُ بها وعَزّ سِواها

يا أيها الهادي الأمينُ محمدٌ
يارحمة الباري التي أهداها 

لك يارسول الله ألفُ تحيّةٍ
بلَغَتْ من  الأشواقِ حدّ مَداها