آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

أشهر خطباء القديح القدامى

صالح مكي المرهون ج

أشهر خطباء المنبر الحسيني بالقديح القدامى الذين عاصروا المنبر الحسيني لسنين طوال هم:

1- الخطيب والمعلم الملا علي بن ناصر آل توفيق

2- الخطيب والمعلم الملا حسن بن حسين بن علي المقيلي

3- الخطيب والمعلم الملا مهدي بن محمد بن أحمد آل درويش

4- الخطيب الملا علي بن محمد جواد المزين العوامي

رحمة الله عليهم أجمعين كانوا من أبرز

الخطباء القدامى ومن أشهرهم، ومن تلك القدوة الحسنة، وكانوا نمودجاً فاضلاً في العمل الصالح في سلوكهم قبل كلامهم، فإن ذلك يدعو الناس للاقتداء بما يقول لأنه فعل قبل أن يأمر وانتهى قبل أن ينهي،

وفي هذا الصدد يقول الإمام علي «من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه وتأديبها قبل تعليم غيره وتأديبهم، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بكلامه».

هكذا كانوا هؤلاء الخطباء، تتجسد فيهم القدوة الحسنة، وكانوا نموذجًا فاضلًا في العمل الصالح في سلوكهم وتواضعهم وأخلاقهم وفي خدمتهم للمؤمنين.

وقد أوصى أئمة أهل البيت كل من يدعو إلى حب أهل البيت والخير والصلاح إلى التمسك بالسلوك الصحيح والأفعال الصالحة، ونهوا عن الدعوة إليهم بالقول دون الفعل، وفيما يلي نذكر بعض الروايات الواردة عن أهل البيت في هذا الشأن: عن الإمام أبي عبدالله الصادق قال: «رحم الله قومًا كانوا سراجًا ومنارا كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهودهم وطاقاتهم»، هكذا كانوا هؤلاء الخطباء سراجا ومنارا

ودعاة إلى أهل البيت بأعمالهم ومجهودهم وطاقاتهم.

وعن الإمام علي قال: علموا الناس الخير بغير ألسنتكم وكونوا دعاة لهم بفعلكم والزموا الصدق والورع، هكذا كانوا هؤلاء الخطباء رحمة الله عليهم كانوا دعاة للخير بغير ألسنتهم

وكانوا دعاة للناس بفعلهم

وكان يتجسد فيهم الصدق والورع.

وعن الإمام علي قال وهو كبير تلامذة القرآن الكريم وربيب الرسول ﷺ حول انسجام القول والعمل:

«أيها الناس والله ما أحثكم على طاعة إلا وأسبقكم إليها ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى عنها» هكذا كانوا هؤلاء الخطباء، يحثون الناس على الطاعة وهم أسبق الناس إليها ولا ينهون عن معصية إلا وتناهوا قبلهم عنها.

وعن الإمام علي أيضًا قال: «كفى بالمرء غواية أن يأمر الناس بما لا يأتمر به وينهاهم عما لاينتهي عنه»

وقال أيضا «أحسن المقال ما صدقه حسن الفعال» وعن الإمام الصادق قال: «إن العالم أو الخطيب إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفاة» هكذا كانوا هؤلاء الخطباء، كانوا يعملون بعلمهم

وعلى الخطيب بأن يمتلك الإخلاص لله سبحانه وتعالى في عمله الديني، كما يمتلكونه هؤلاء الخطباء، فإن من ذلك يعني أن يضفي من نور الله وقدسه ورحمته على نفسه وعلى المجلس الذي يستمع إلى خطابه الخالص لوجه الحي القيوم،

والقرآن يحكي مقوله عن الأنبياء في هذه النقطة الهامة: «وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين» وقد أكدت الأخبار عن النبي ﷺ

نية المؤمن خير من عمله، وفي الحديث المشهور عنه أيضا: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء مانوى، هكذا كانوا رحمة الله عليهم يحملون النية الخالصة لوجه الله، مؤمنين بأقوالهم وأفعالهم.

وعن الإمام الصادق قال: «من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الأخرة من نصيب، ومن أراد الأخرة أعطاه الله خير الدنيا والأخرة» هكذا كانوا هؤلاء الخطباء القدامى رحمة الله عليهم يريدون بحديثهم منفعة الأخرة وليس منفعة الدنيا لكي يعطيهم الله خير الدنيا والأخرة.

فعلى خطبائنا الجدد أن يجعلوا هؤلاء قدوة حسنة ونموذجًا في العمل الصالح في سلوكهم قبل كلامهم، لأنهم فعلوا قبل أن يأمروا وانتهوا قبل أن ينهوا.