آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 7:35 م

اللوك لوك

المهندس أمير الصالح *

”اللوك لوك“ جملة شعبية مصرية تُستخدم للتعبير عن نقد صاحب الكلام الإنشائي المُطول وغير المجدي في حل أو معالجة أو شرح قضية قائمة حينذاك. والواقع أن أكثر ما يُضيع الطاقات الزمانية لأبناء الأوطان والمجتمعات هو التفلسف المفرط والتنظير الكثير لأنها تقتل روح العمل وتثبط عزائم أهل الإقدام وتجهز على معنويات أهل الطموح والمشاريع.

في عالم المال والأعمال يُقال: ”الوقت مال Time is money“. افتقدت الكثير من الاجتماعات داخل معظم الشركات والمنظمات الدولية بريقها ولمعانها وقيمتها عند الكثير من الموظفين والمنتسبين لها لكثرتها وكثرة الكلام الغير مُنجز فيها ولطول مدتها المنهكة ولوجود أجندات تسويق لأشخاص معينين فيها ولعدم إحراز نتائج ملموسة مع كثرة الاجتماعات. في تاريخ بعض الشركات العالمية الكبرى مثل شركة فورد للسيارات والتي شارفت على الإفلاس قبل عقدين من الزمان تقريبا. وصل حينذاك سعر سهم شركة فورد Ford، دولارا واحدا فقط. استعانت حينذاك شركة فورد الأمريكية بمدير تنفيذي سابق له تاريخ حافل بانقاذه شركة الطيران العملاقة ”بوينج Boeing“ من الإفلاس. فكان من أول أعمال المدير التنفيذي الجديد تقليص عدد الاجتماعات إلى ما هو أقل من 75% عما كانت عليه سابقا. اليوم لامس سعر سهم شركة فورد في سوق نيويورك المالي السبعة عشر دولار!

ولذا أطرح بين يدي الجميع من أبناء الوطن والمجتمع اقتراح يتضمن تفعيل خاصية القول الموجز والكلام المباشر واختزال الديباجات الإنشائية في كل وسائل التواصل المباشرة والغير مباشرة سواء في احتفالات أو تأبينات أو تدوينات أو خطابات. نحن نعلم أن أبناء الجيل الالكتروني الصاعد، أضحوا يتململون من الإلقاء المطول والمقدمات الكلامية السردية الطويلة، وعليه من الذكاء العاطفي للمتكلم كسبهم وتجنب وصول حالة التململ لديهم بتغيير آلية خطابات التواصل معهم سواء في المسجد أو مجالس الوعظ أو المدرسة أو البيت. لا ننسى أن حالة التململ تولد الإعراض عن التفاعل وعدم الحضور. ومع الوقت تتصاعد إلى تقلص في عدد المشاركين في المجالس والمنتديات. ومن يسعى جادا لإيصال رسالته وأفكاره عليه أن يتأقلم مع أدوات ومتطلبات أبناء زمانه والتركيز حول النقطة أو النقاط المراد التحدث فيها.


ملحوظة:

تم انتقاء العنوان للمقال لمقاربته من اسم تطبيق اجتماعي مشهور وهو ”التك توك“.