آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 7:26 م

شهر رمضان العظيم

أحمد منصور الخرمدي *

أمطار الخير مع استمرار اعتدال الأجواء اللطيفة والساحرة، مع بداية طلائع شهر الصيام العظيم، شهر رمضان المبارك الذي تتفتح فيه أبواب السماوات السبع وتبارك فيه الأراضي، شهر البركة، الشهر الفضيل، فيه سعة من الله وإحسانه على خلقه أجمعين، سعة كبيرة لا تحصى ولا تعد، وهو شهر الرحمة والمغفرة، وفيه النور الساطع الذي يدخل كل بيت، فيأنس أهل المنزل مع الشهر الفضيل بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والرجاء والتوكل على الله.

شهر رمضان، شهر مبارك من رب العالمين، شهر كريم تتضاعف فيه الحسنات والأجر والثواب، ويستجاب فيه الدعاء، فضائل هذا الشهر العظيم لا تعوض مما يستوجب علينا استقباله بالتسارع إلى عمل الخيرات، لن ينسى الله خيراُ قدمته، ولا هماً فرجته، ولا عينً كادت أن تبكي فأسعدتها.

في هذا الشهر الكريم فرص كثيرة للعطاء وتقديم الخير للناس، إعانة المحتاجين من الفقراء والأرامل والأيتام، وفيه تنقية للنفس وتطهير للروح والتعود على الصبر والتسامح ونبذ الخلافات، علينا أن نسامح من ظلمنا أو غلط علينا، ليس لأي شيء، فقط لوجه الله سبحانه وتعالى، كما علينا أن نساعد المحتاجين من الناس ونرفع عنهم اليأس والمعاناة من خلال الصدقات، فهناك من الفقراء والأرامل والأيتام والمرضى، الذين لا يملكون شيئاً لرمضان ولا لغيره من طعام وشراب ودواء، وبعضهم لا يملك حتى الثياب له وأفراد أسرته، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: آية 133].

وقال تعالى: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين: آية 26].

وقوله ﷺ ”من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه“.

في شهر رمضان المبارك، شهر الإيمان والعبادة والتقرب إلى الله بالعمل الصالح والأفعال، بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والذكر والدعاء وصلة الرحم والصدقة والإحسان، في هذا الشهر الفضيل وفي باقي الشهور من السنة، ليكن حديثنا مع الناس كحبات المطر، لننتقي الكلمات الرائعة، والأقوال الشيقة والظريفة التي توددهم إلينا، البعض ينظر إلى أعيننا فلنكن مستعدين للإنصات والهدوء، لا نجعل ردات فعلنا عواصف في أي موقف طارئ لا سمح الله، وخاصة أثناء العمل وقيادة السيارة وهنا نؤكد على ذلك ”أثناء قيادتنا للسيارة“ ومواقع الشراء وغيرها، لنسعى أن نكون بوابة عبور للخير، فالقيمة هنا الحفاظ على السكينة والابتسامة، نصنع المشاعر الإنسانية الصادقة، نزرع الثقة في القلوب، ولا نجعل الغضب والحماقة مجالاً في أعين الآخرين، حتى لا ينفروا منا، نتذكر دائما بأن العقل السليم في الجسم السليم، وإن القلب الطيب والأخلاق الفاضلة والتسامح والحب والاحترام كلها إن اجتمعت تولد السعادة، وتغذي الروح والأفئدة، وتجعل منا عظماء بالصبر وبأخلاقنا وتعاوننا.

نسأل الله عز وجل، أن يعيننا وإياكم على طاعته، وأن يجعل شهر رمضان الكريم سبباً في تطهير قلوبنا، وغفران ذنوبنا، وجلاء همومنا وأحزاننا، وصلاح أحوالنا، ونسأل الله التوفيق للجميع، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.