آخر تحديث: 8 / 5 / 2024م - 2:21 م

رجل دين: للغضب عواقب وخيمة وعلاجه التدرب على الحلم

جهات الإخبارية

تحدث الشيخ عبدالله اليوسف في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الرسول الأعظم بالحلة بمحافظة القطيف بعنوان «الغضب مفتاح كل شر»، عن الغضب وآثاره الوخيمة في حياة الأفراد والمجتمعات.

وقال: نهى الإسلام عن الغضب لما له من آثار سلبية كثيرة وعواقب وخيمة سواء في حياة الفرد أو المجتمع، فهو مفتاح لكل الشرور والآثام، ورأس الكثير من المشاكل الأخلاقية والعائلية والاجتماعية.

وأضاف: إن هناك الكثير من النصوص الدينية التي تحذر من الغضب وتذمه فقد جاء عن الرسول الأكرم قوله: «الغَضَبُ جَمرَةٌ مِن الشيطانِ» وقال الإمام علي: «إيّاك والغَضَبَ، فَأوَّلُهُ جُنونٌ وآخِرُهُ نَدَمٌ».

وبيّن أن الغضب حالة نفسية تبعث على التهيج والتوتر والثوران، فالإنسان الغاضب كالبركان الذي يشتد ثوراناً وغيضاً كلما زاد غضبه، وهو ضرب من ضروب الجنون.

واستشهد بأحاديث كثيرة تنهى عن الغضب المذموم، وليس الغضب المحمود الذي هو الغضب لله عز وجل من أجل الدين والحق وصيانة العقيدة والمقدسات وغيرها، والذي يعتبر من الفضائل.

وأوضح بعض بواعث الغضب وأسبابه، والتي منها: نتيجة اعتلال الصحة العامة سواء في بعدها المادي أو النفسي أو العقلي أو الأخلاقي فيكون قد تعود على الشراسة أو حدة المزاج، وكذلك المشاكل النفسية التي تسبب سرعة التوتر وبعض الأمراض كالسكري تزيد من حالة العصبية.

وتابع: الهيجان لأتفه الأسباب، فبعض الناس يغضب حتى لو كان الكلام من باب المزاح، أو لأسباب تافهة؛ وهذا السلوك يدل على شدة الغضب فيتحول الغاضب إلى وحش بصورة إنسان، وكذلك الحساسية المفرطة من النقد، حتى لو كان النقد بصورة نصيحة أو من باب الملاحظة أو تصحيح الشيء فيعتبر ذلك انتقاصاً من شخصيته ومكانته، وهذه الحساسية المفرطة قد تكون نتيجة تعود بعض الأشخاص على الثناء والمدح ولا يطيق أي نقد ولو كان بسيطاً.

وتطرق إلى علاج الغضب التي يمكن أن تساعد الإنسان الغضوب على السيطرة على انفعالاته من خلال عدة أمور، أهمها: ذكر الله سبحانه وتعالى والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لما في ذكر الله سبحانه من تهدئة النفس والأعصاب.

ونصح بتذكر قصص الكاظمين للغيظ كما في سيرة أئمتنا وحلمهم وكظمهم للغيظ تجاه من يسيء إليهم، ويحاول أن يستفزهم ويثير غضبهم، وكذلك تذكر عواقب الغضب الوخيمة التي تؤثر على حياتنا العائلية والاجتماعية وقد يزرع الغضب في النفوس الحقد والانتقام ولربما تسفر عن بعض الجرائم الخطيرة كالعنف والقتل التي نسمع عنها في وسائل التواصل وعبر نشرات الأخبار والصحف المحلية نتيجة شدة الغضب.

وشدد على أهمية التنفيس عن الغضب كعلاج لتهدئة العضب والتي أشارت إليها بعض الروايات ومنها: صلاة ركعتين، وإذا كنت قائماً عند الغضب فاجلس، وإذا كنت جالساً اضجع حتى تهدأ من غضبك.

وأكد على ضرورة ضبط النفس وترويضها عند الغضب، وأن يدرب الإنسان نفسه على الحلم وكظم الغيظ، وأن يتجنب قدر ما يستطيع «الغضب» لأنه مفتاح كل شر.