آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

الشيخ الصويلح: المحقق البحراني.. شخصية لا تتكرر على مر العصور

جهات الإخبارية

قال الشيخ محمد الصويلح بأن المحقق الإخباري الكبير الشيخ يوسف البحراني المعروف في الأوساط العلمية ب ”صاحب الحدائق“ يعد شخصيةً علميةً فريدة لم تتكرر منذ رحيله وحتى عصرنا الحاضر، فقد واجه في حياته الكثير من المصاعب والآلام والتي لم تمنعه من التأليف لمجموعة كبيرة ومهمة من الكتب العلمية، فمن يتأمل بحياته يعرف جيداً أنه كان أعجوبة الزمان.

وفي ذكرى رحيله والتي تصادف في الرابع من شهر ربيع الأول دعا الشيخ الصويلح الباحثين للتأمل في حياة المحقق البحراني فالظروف التي مر بها لو مر بها غيره من أصحاب الهمم التي تتأثر سلباً بالظروف والأحداث المتزامنة لكان اليوم منسياً ولا يذكر في الأوساط العلمية.

ومضى يقول: يتعجب الإنسان من شخص يملك كل هذا العزم في التأليف والكتابة ونشر العلوم والمعارف على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهها كالهجرة والخوف والجوع والفقر والتهديد بالقتل، بل يذكر في سيرته أن جميع ما كتبه قد أحرق في أحداث قد حصلت آنذاك إلا أنه اعاد كتابة جميع ذلك عن ظهر قلب.

وأوضح بأن الراحل قد كان ذا روحية عالية وشخصية معتدلة فعلى الرغم من التسقيط والحرب والفتاوى التي كانت ضده من الاتجاه المعاكس للمدرسة الأخبارية آنذاك إلا أنه حاول أن يقرب بين المدرستين الأصولية والأخبارية مما جعل بعض الفقهاء يحرصون الحضور في درسه كصاحب الرياض وبحر العلوم في الوقت الذي كانت الأجواء العامة ضده.

وأشار إلى أن المحقق البحراني بقوته العلمية وتتبعه الروائي قد فض في كتابه الحدائق النزاع المتشدد بين الأصوليين والأخباريين القائم آنذاك، فقد وضع منهجه في الحدائق على هذا الأساس، مما جعل الكتاب حاضراً في الحوزات العلمية على مر القرون حيث لا يُستغنى عنه من قبل الفقهاء، كما أنه حاول أن يستعرض المشتركات بين المدرستين ويناقشها من الناحية العلمية.

ومضى يقول: كل من يطلب العلم في مختلف المؤسسات العلمية عليه الاقتداء بهذا العلم الفذ، فعلى الطالب مواجهة المصاعب وتجاوز العقبات مهما كانت وذلك للصعود لأعلى المراتب العلمية.