آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 4:55 م

حملة المطاعم الخاسرة

أمين محمد الصفار *

في الأسابيع الماضية ربما ضجة مجموعات الواتس أب وكذلك مواقع التواصل بمادة خبرية مفادها إعلام عامة الناس أن هناك انهيار «نعم تم استخدام هذه الكلمة البغيضة في قطاع الاستثمار خصوصا» في قطاع المطاعم، والرسالة شبه الخفية لهذه المادة الخبرية إنها تحذر من تسول له نفسه من رواد الأعمال الجدد بإنشاء مطعم أن الفشل ينتظره كما ينتظر المطاعم أصحاب المطاعم الحالية.

بعد مدة بسيطة جدا ضجت مجموعات الواتس أب ووسائل التواصل مرة أخرى بنفس الحملة ونفس المادة الخبرية السابقة، لتأخذ الحملة مداها حتى شاهدنا عددا من المنصات وجلسات تويتر الصوتية تحديدا تناقش هذا الموضوع. وظهر فيها أن هناك فعلا مشكلة اسمها انهيار قطاع المطاعم، وقد انصبت التحذيرات على رواد الأعمال تحديدا من الأقدام إلى هذا القطاع تحديدا.

لا أحبذ تقديم أي نصائح أو تحذيرات، لكن الواقع بالفعل يقول إن عددا من المطاعم والمقاهي أيضا تغلق أبوابها متكبدة خسارة كبيرة لأسباب مختلفة بعضها ربما واضح وتستطيع أن نحكم عليه سلفا والبعض الآخر أما مستتر أو هو مجموعة أسباب متراكمة. أيضا لا نستطيع إغفال قطاع التجزئة فهو الآخر يعاني مصاعب عدة خصوصا لدى الشركات الكبيرة مثل الشركات المساهمة فضلا عن الشركات الأقل حجما. لذا نستنتج أن عددا من القطاعات التجارية يعاني لأسباب مختلفة، وليس حصرا على قطاع المطاعم كما أوحت به الحملة.

بالعودة للموضوع الرئيس وهو خبر حملة المطاعم الخاسرة، أدرك أن المنافسة في قطاع الأعمال هي من أبرز سمات هذا القطاع، وقد لفت نظري أن عددا من مطاعم الوجبات السريعة التقليدية والكبيرة المعروفة المحلية والأجنبية هي أيضا أصبحت تعاني من تدني المبيعات وانخفاض الأرباح وازدياد عدد الفروع التي تحقق خسائر، ويمكن ملاحظة ذلك في نتائج الشركات المساهمة، كما يمكن ملاحظة ذلك في فروع شركات مطاعم غير المساهمة، حيث قلة الإقبال، بل حتى انخفاض اهتمام الشركة بتلك الفروع التي تخسر أو لا تحقق الأرباح المؤملة.

على مستوى قطاع المطاعم يمكننا أن نلحظ بوضوح أن تفضيلات المستهلك قد تغيرت وأصبح المستهلك الآن أمام خيارات أكثر من حيث التنوع والجودة والأسعار فرضها رواد الأعمال، بل أصبحنا نشاهد بعض المطاعم تتخصص في بيع منتج أساسي واحد فقط، وهو ربما ما لم يكن موجودا سابقا، وهذا يعني أن هناك منافسة شرسة أمام شركات مطاعم الوجبات السريعة التقليدية يقودها رواد الأعمال، مما يفرض على هذه الشركات استخدام مختلف وسائل الإنقاذ، حتى تحافظ على حصتها السوقية أو حتى ضمان حد مناسب من الأرباح.