آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 6:56 م

وليس الذكر كالأنثى

وسيمة عبيدي * صحيفة اليوم

- شهدت الأوساط الرياضية في الولايات المتحدة حالة جدل واسع بعد تحطيم ليا توماس البالغة من العمر 22 سنة، وهي سباحة متحولة جنسيّاً، لرقمين قياسيين للسباحات الأمريكيات وقد أنهت أحدث سباقاتها بفارق 38 ثانية عن اللاعبة التي تليها. وقد لاقى فوز ليا انتقادات واسعة خصوصاً بعد أن تجاوز عدد مرات فوزها بالمركز الأول عند اشتراكها في رياضات النساء كرجل متحول لامرأة، على عدد مرات فوزها كرجل في رياضات الرجال. وطالب الكثيرون بمنع الرجال المتحولين جنسيّاً من المشاركة في الرياضات الخاصة بالنساء وعلق أحدهم: «لا ينبغي أن تخسر النساء أمام الرجال البيولوجيين!»

- وقد أثارت قضية مشاركة الرجال المتحولين جنسيّاً في الألعاب الرياضية الخاصة بالنساء جدلاً واسعاً واستنكاراً باعتبارها انتهاكاً للمنافسة العادلة وخرقاً للحماية البيولوجية للمنافسات النسائية. وكانت النقطة المحورية في الجدل هي اعتبار البعض أن مشاركة الرجال المتحولين جنسيّاً لنساء، في رياضات تنافسية مخصصة للنساء ومحددة بمعايير أنثوية، إخلال بقوانين المنافسة العادلة، وذلك نظراً للاختلافات البيولوجية الفطرية بين الجنسين وما يتبعه من اختلاف في الأداء الرياضي حتى بعد عمليات التحول؛ لأنه وبالرغم من عملية التحول يبقى الرجل المتحول لامرأة مختلفاً من ناحية هيكله العظمي، فكه وعضلاته عن المرأة، وتبقى لديه مقومات وتفكير الرجال التنافسية الشرسة.

- كانت لي تغريدة قلت فيها: «هل من العدل أم من المساواة أن تداوم المرأة الحامل، وبعض الأحيان بأكثر من روح، وبكل ما يحمله الحمل من تعب وإرهاق وضعف نفسي وجسدي وصعوبة في الحركة والتركيز، 8 ساعات وهو نفس دوام الرجل بالرغم من كونه غير حامل؟» وقد استنكر الكثيرون تغريدتي هذه، لكن ما أحببت إيصاله هو الفرق بين العدل والمساواة وتمكين المرأة وعلاقته بالآية الكريمة «وليس الذكر كالأنثى».

- يأتي العدل بمعنى الاستواء والاستقامة و» إعطاء كل شيء ما يستحقه» وهو خلاف الجور، أما المساواة فهي التمتع بجميع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون التمييز بسبب الدين، أو اللون، أو اللغة، أو الجنس أو المستوى الاجتماعي. ويعتبر مفهوما العدل والمساواة مرتبطين لكنهما مختلفان، فمفهوم العدل أعم من المساواة التي تعتبر جزءاً منه.

- يطالب الكثيرون مؤخراً بالمساواة بين الرجل والمرأة، أي أن يتمتع الرجال والنساء بنفس الحقوق والواجبات بغض النظر عن اختلافاتهم الجسدية والسيكولوجية. وفي الحقيقة فالفكرة شبيهه بفكرة أن نطلب من الفيل أن يطير أو من الحوت أن يعيش في الصحراء أو من الجمل أن يغوص في البحار! وكثيراً ما نكرر في مجتمعاتنا الإسلامية

- الحديث الشريف: «النساء ناقصات عقل ودين» والذي وعلى الرغم من معناه الواضح أن الدين الإسلامي أعفى النساء من الصوم والصلاة شهريّاً في أيام الحيض وأن عاطفتهن تغلب على عقلهن أحياناً بسبب حنانهن إلا أنه كان له تأثير على فرصهن في تولي بعض المناصب مقارنه بزملائهن من الرجال، لكنه لم يؤثر على تقليل ساعات العمل مراعاة لنفس السبب وهو حالتهن الجسدية والنفسية كإناث.

... يتبع