آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 9:02 م

المفتنون من وراء الكواليس

جمال حسن المطوع

غالبا ما تكون هناك الكثير من الاحتكاكات والتجاذبات والمناقشات العقيمة بين العائلة الواحدة وبين أبناء المجتمع الواحد لوجود تراكمات مختلفة لأمر شائك معين.

وعلى سبيل المثال عدم التوافق في توزيع تركة ما أو حقوق مالية متأخرة مستدانة ينتج عنها مجادلات لا تنتهي، وقد تصل إلى طريق مسدود وقطع في العلاقات الأسرية والاجتماعية على شيء كان من الممكن تلافيه وغض النظر عنه لو تجاوبت كل الأطراف المعنية إلى صوت العقل والتفاهم بشكل ودي فيه الحكمة والتروي، ولكن حرارة المناكفات والمشاجرات التي تأخذ بعدا خطيرًا تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

والمصيبة كل المصيبة هو ما يدور في الكواليس، حيث هناك من يؤجج الأحداث، ويزيد النار حطبا أولئك أناس في نفوسهم مرض ويتلذذون على هذه الأوضاع، بل لا يسرهم أن تكون الأمور هادئة ومستقرة؛ لأن ذلك يجعلهم يعيشون فراغًا قاتلا لا يملأه إلا إشعال الأحداث حتى تكون ملتهبة.

والطامة الكبرى أن هناك من يستمع إليهم ويصغي إلى كلامهم حتى تقدح الأمور اشتعالًا بين الأطراف المتنازعة وخاصة في توزيع الإرث وما شابه ذلك من الأمور المستعصية كالذمم المالية التي تعتبر اليوم في واقعنا المعاش مشكلة المشاكل وهناك سماعون ويأخذون اختلاف الآراء والأقوال مأخذ الجد، فيبنون عليها آمالا واسعة لوجود من يحرضهم ويبني لهم طائفة من الأوهام والأكاذيب، حتى يتفرق الشمل وتنهار العلاقات بين الأب وابنه والأخ وأخيه والصديق وخليله، فيدخلون في صراعات لا يمحيها الزمن إلا بقدرة قادر أو حكمة مطلع يلملم بعض القضايا المستعصية بحلول منطقية، ولا يترك الأمر لأولئك المتصيدين أصحاب الفتنة.

فالحذر كل الحذر من هؤلاء المفتنين المتشدقين الذين يسعون في الأرض فسادا في هدم العلاقات وخلق الفرقة بين الأقارب والعلاقات المجتمعية بعضهم بعضا، فتنهار القيم الإنسانية، ويسود الانقسام وعدم الوئام لا مكنهم الله من ذلك.