آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 7:41 م

عفوًا أنا أُملج

رائدة السبع * صحيفة اليوم

- نرجو من السادة الركاب ربط الأحزمة طوال الرحلة وحتى حين ظهور علامات فك الأحزمة ومن المستحسن إبقائها في مكانها تحسبًا لأي مطبات هوائية مفاجئة آملين منكم أن تستمتعوا برحلة سعيدة.. لم أشعر كم مضى من الوقت وأنا أغط في نومٍ عميق ولوهلة شعرتُ بأنني واهمة وأن كل ما أراه مجرد أضغاث أحلام في هذه الجزيرة رمال ناعمة، مياه لامعة وشفافة، شواطيء تغازلها الأمواج، سكون، هواء نقي يجعلك تشعر أن هذه أنفاسك الأولى في الحياة وأيضًا تعتقد أنك الوحيد الذي حطت قدماه على هذه الجزيرة، دلافين تُلقي عليك التحية راقصة وطيور تغدو بطمأنينة وسلاحف خجولة ومركب أنيق يقوده ربان هذه الأوركسترا البحرية وسمعت صوتًا هامسًا يردد بفخر، والله ما نظرت عيني وما اكتحلت - بمثل أملج كثباناً وديانًا.

- إذن أنتِ أُملج الساحرة؟

نعم وسأخبرك الكثير والكثير عني وعن سكان منطقتي بداية يقال والعهدة على الراوي بأن التسمية الأصلية لي هي أم لج واللج هو زبد البحر الذي يظهر بفعل تصادم الأمواج القوية مع الشاطئ والصخور المرجانية، أيضاً «الحوراء» هو الاسم القديم لي هذا لا يهم أيتها الزائرة كل ما عليك معرفته أنني سعيدة بما يحدث هنا أنا وجميع السكان وإذا أردتِ معرفة طبيعة سكان هذه المدينة سترين أن أغلبهم يعملون في التجارة والبحر بحكم قربنا منه وبحكم وجود ميناء في كل محافظة والقسم الآخر في أطراف المدن ويعملون في الزراعة والمناطق الزراعية المجاورة لهذه المدن.

- وأخيرًا وليس آخراً هناك مُلاك المواشي من الإبل والغنم يتتبعون الأمطار ويعودون في نهاية المطاف إلى منازلهم وهذا يعطي المدينة طابعًا مختلفًا ومتنوعاً وثريًا ونتج عنه مزيج من الأشخاص المنسجمين مع اختلافاتهم على الرغم من صغر مساحتي? إلا أنني من المواقع النادرة في المملكة والتي تجمع في محيطها الشواطئ المتنوعة والجزر المتناثرة والأودية المزروعة والكثبان الرملية فضلاً عن جبالي الشاهقة من جهة الشرق.

- هذا ليس كل شيء!..

- سأخبرك بسر آخر ولكن ليس الآن.. بل مع بقية الحديث في الأسبوع القادم - بإذن الله -.