آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 11:48 ص

الفشل وخيبة الأمل

سوزان آل حمود *

عندما يكون هناك خيبة أمل في الجيل الناشئ، يشعر الآباء والأمهات بالحزن والألم لأنهم قد بذلوا قصارى جهدهم في تربية أبنائهم على أسس الدين وقيم الأخلاق. يحاول الوالدان بشكل عام أن يكونا قدوة حسنة وينمون القيم الإيجابية في أبنائهم من خلال التوجيه والتعليم.

ومع ذلك، هناك عوامل أخرى قد تؤثر على تربية الأطفال وتؤدي إلى خيبة الأمل في الجيل الناشئ. فعلى سبيل المثال، قد يتعرض الأطفال لتأثيرات سلبية من المدرسة والشارع والصحبة، حيث يتعرضون لنماذج وسلوكيات تتعارض مع ما تم تعليمهم عن القيم والأخلاق في المنزل. قد يتعرضون للمزيد من الضغوط الاجتماعية والتأثيرات السلبية التي تشجعهم على التصرف بطرق غير مقبولة.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على الجيل الناشئ. فالمواقع الإلكترونية قد تعرض الشباب للمحتوى السلبي والفاسد الذي يزرع الفساد والعنف والفجور. قد يكون من الصعب على الآباء والأمهات مراقبة كل ما يتعرض له أطفالهم عبر الإنترنت، مما يترك الأبواب مفتوحة أمام تأثيرات سلبية تتسلل إلى حياة الأطفال وتؤثر على معتقداتهم وسلوكهم.

نتيجة لهذه العوامل، يشعر الآباء والأمهات بخيبة أمل كبيرة. فعندما يرون تدهور الجيل الناشئ والانحلال الأخلاقي، يشعرون بالألم والحزن لأنهم قد قضوا سنوات عديدة في تربية أطفالهم واستثمروا وقتهم وجهودهم في تحقيق نجاحهم وتطويرهم. يشعرون بالأسف لأنهم يشهدون تدهور القيم والأخلاق التي تم تعليمها ونشرها في المجتمع.

وبناءً على ذلك، يمكن أن تكون النتيجة النهائية لخيبة الأمل في الجيل الناشئ هي الشعور بالإحباط والاستسلام، وقد يؤدي ذلك إلى أضرار نفسية على الآباء والأمهات. فقد يشعرون بالفشل والخيبة والشعور بضياع عمرهم الذي قضوه في تربية أبناء لم يكتسبوا القيم والأخلاق التي يستحقونها. قد يعانون من الشعور بالحزن والخيبة والندم على الأوقات التي لن يستطيعوا استعادتها.

أيها المربي، ‏ستبقى تتفاجأ بردات الفعل التي لم تكن تتخيلها أساساً من إبنك، إبنتك ثم ستصل إلى يقين بأن كل شي ممكن أن يحدث من أي شخص.

وستكون مُثقل بالأسئلة حتى بِتُ ترى ظلك كعلامة استفهام؟

وفي لحظةٍ ما تشعر أنك غير مناسب لهذا العالم ‏فتنتابك رغبةٌ في أن تختبئ، أن تختفي إلى الأبد!

من أجل تجاوز هذه الخيبة، يجب على الآباء والأمهات أن يتبنوا منهجًا إيجابيًا ومثابرة في التربية. يجب عليهم العمل على تعزيز القيم والأخلاق في حياة أبنائهم من خلال الحوار والتوجيه وتوفير بيئة صحية وداعمة. يجب أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم من خلال تطبيق القيم في حياتهم اليومية وتعزيز التفاعل الإيجابي والتعاون.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك تواصل فعال بين الآباء والمدرسة. يجب أن يعمل الآباء والأمهات على متابعة تقدم أبنائهم في المدرسة والتعاون مع المعلمين لتعزيز التحصيل الدراسي والسلوك الإيجابي.

علاوة على ذلك، يجب أن يتم توجيه الأطفال في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية. يجب أن يتعلموا كيفية التعامل مع المحتوى السلبي والمشاركة في أنشطة إيجابية عبر الإنترنت. ينبغي أن يتم توفير إرشادات وقواعد واضحة لاستخدام الإنترنت بشكل آمن ومسؤول.

في النهاية، يجب أن يتذكر الآباء والأمهات أنهم ليسوا وحدهم في هذه التحديات. يمكنهم البحث عن الدعم من خلال المجتمع المحلي أو المراجع الاستشارية للحصول على المشورة والتوجيه. يجب عليهم أيضًا أن يمنحوا أنفسهم الرحمة والمسامحة، ‏فعظمتكم تكمن في كل مرة قررتم فيها الاستسلام، وقاومتم." فالتربية ليست مهمة سهلة وقد يحدث النجاح والتحسن بمرور الوقت والجهود المستمرة.