آخر تحديث: 8 / 5 / 2024م - 4:19 م

لا أريد أن أؤمن ببعض الكتاب وأكفر ببعض!

زاهر العبدالله *

نمر اليوم بعدة مشاكل في الحياة ومنها المجاملة التي نصل معها حد النفاق وبين جفاف العلاقات بسبب عدم مراعاة الأدب القرآني في التعامل مع بعضنا.

نأخذ من القرآن الكريم ما يناسب أهواءنا، ونترك ما يخالفها بحجة أو بأخرى فهل هناك توجيه لإدراك تعاليم القرآن الكريم بطريقة صحيحة كي لا أؤمن ببعض الكتاب وأكفر ببعض؟

القرآن الكريم كتاب هداية وبيان وتكاليف شرعية، فالقرآن الكريم يخاطبنا بعدة طرق نرتبها حسب الأولوية.

1- أوامر قرآنية

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: آية 59].

ويكون من طيات هذه الأوامر أن لا نشرك بالله طرفة عين ولا نعبد إلا إياه، ونطيعه فيما أمر ونجتنب ما نهى عنه وقرن طاعته بطاعة من يبين أحكامه: حلاله وحرامه وهم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.

وأول تلك الأوامر بعد الإيمان بالله وأصول الدين هي فروع الدين، الصلاة والصيام والحج والزكاة والخمس والولاء والبراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فلا نعمل واحداً ونترك البقية بل كلهم تكاليف شرعية يجب العمل بها.

2- التوجيهات والإرشادات والمستحبات تدخل كلها في الأدب القرآني.

3- التدبر في آيات الله سبحانه من الذرة إلى أكبر مخلوقاته.

فالقرآن الكريم وكلام العترة الطاهرة منظومة كاملة جاءت لتنظم حياة الإنسان وتقويم سلوكه وتخلق مجتمعاً يشترك فيه الناس في الحقوق والواجبات وجعل بعضها قائماً على بعض وبعضها مصلح لبعض وبعضها زاجر لبعض وبعضها يتعايش سلمياً مع بعض.

فينبغي على طالب العلم أن يحيط بكل هذه الأمور القرآنية كلا بحسبه كي يكون توجيهه صحيحاً فحين يسكت عن دليل وحين يتكلم عن دليل وحين يأمر بمعروف وينهى عن منكر بدليل وهكذا.

كي لا يصدق علينا قوله تعالى ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة: آية 85].

الخلاصة:

علينا أن نعرف تكليفنا الصحيح خصوصا بعد صلاح أنفسنا ومحاسبتها بأن نعرف كيف نطبق فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا نترك العمل بها قدر استطاعتنا.

وأنا القليل في مقام أذكر نفسي الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي والحمد لله رب العالمين.