آخر تحديث: 18 / 5 / 2024م - 1:23 ص

موضحاً منهجية الإمام الصادق في التعامل الأخلاقي مع المخالفين

الشيخ اليوسف: مجتمع الأحساء والقطيف نموذج للتعايش والتسامح المذهبي

جهات الإخبارية ليلى البوري - القطيف

أعتبر الشيخ عبد الله اليوسف أن مجتمع الأحساء والقطيف نموذج للتعايش والتسامح المذهبي بين مختلف أصحاب المذاهب طوال قرون من الزمن، حيث تعايش الناس رغم وجود التعدد المذهبي خصوصاً في منطقة الأحساء التي يتبع أهلها خمسة مذاهب إسلامية.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الرسول الأعظم ﷺ بالحلة بمحافظة القطيف.

وأشار الشيخ اليوسف الى تعامل الإمام الصادق مع المخالفين ووصاياه في هذا الجانب التي تؤكد كلها على التحلي بالأخلاق والآداب، وحسن التعامل مع الآخر، والتواصل والتزاور معه.

وقال: "لا يمكن أن يتحقق التعايش الاجتماعي من دون تسامح مع المخالف، وأن بناء أي مجتمع قوي ومتماسك يحتاج إلى تعايش اجتماعي بين مختلف أصحاب الأديان والمذاهب، وغرس جذور التسامح بينهم".

وأوضح أن من الأمور المهمة التي عمل عليها الإمام الصادق في حياته مسألة الانفتاح والتعايش مع مختلف أصحاب المذاهب والمدارس الفقهية والفكرية، وبين الفقهاء والفرق والتيارات المختلفة على اختلاف مدارسهم الفقهية والفكرية، واهتمامه بوحدة الصف الإسلامي والنسيج الاجتماعي رغم تعدد المذاهب وتنوع المشارب.

ولفت إلى أنه بالرغم من أن عصره كان عصر نشوء المذاهب والفرق المختلفة وإن كان بعضها موجوداً من قبل ذلك؛ إلا أنها تبلورت في فترة إمامته، مشيرا الى دعوة أصحابه وشيعته إلى التعايش مع الآخرين والانفتاح عليهم والتعامل معهم بأخلاق وأدب.

وذكر بعض الأحاديث التي وردت عن الإمام الصادق ووصاياه لشيعته وأصحابه، ودعوتهم إلى الانفتاح على الآخرين وعدم الانغلاق والانزواء على الذات.

وأشار إلى أن الإمام الصادق وأصحابه تمتعوا بحرية نسبية جعلت من الإمام المرجع الذي يرجع إليه معظم الفقهاء والعلماء من أئمة المذاهب وكبارهم حيث برزت مدرسته من أقوى المدارس العلمية التي كان يدرس فيها كل من يبحث عن العلم الشرعي والمعرفة الدينية.

وأوضح أن الإمام الصادق كان منفتحاً على الآخرين، وكان دأبه نشر العلوم والمعارف الدينية، ولذلك التف حوله الكثير من كبار الفقهاء والعلماء والمفسرين والرواة وغيرهم.

وشدد الشيخ اليوسف على وجوب الانفتاح الفقهي والفكري والثقافي، بيد أن الانفتاح على أصحاب المذاهب المختلفة له فوائد جمة، ومنها: القدرة على التأثير على الآخر، والتفاعل الإيجابي مع الآخرين، والفهم المشترك، بعكس الانطواء على الذات الذي يجعل من الإنسان غير قادر على التفاعل الإيجابي، وقد يساء فهمه من الطرف الآخر، وتشكيل رؤية نمطية سلبية عنه.

وأوضح الشيخ اليوسف أن الإمام الصادق ركز على جانبين في وصيته: الجانب الأول: حسن التعامل والسلوك، وانتهاج الأخلاق من قبيل: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الجوار والصحبة، وإفشاء السلام مع الناس سواء كان من مذهبك أو من مذهب آخر، وإطعام الطعام لزيادة الألفة والمحبة بين الناس.

وبين ان الجانب الاخر ركز على الحضور الاجتماعي مع الآخرين بمشاركتهم أفراحهم وأتراحهم مهما كان مذهبه وفكره ودينه، فالاختلاف الديني أو المذهبي أو الفكري لا يمنع من التواصل والتزاور معهم.

وأكد على أن التواصل الاجتماعي مع الآخر يساعد على توليد التسامح بين المذاهب والأديان، ويخلق الأرضية المناسبة لتأسيس التعايش والانسجام الاجتماعي، وهو عنصر هام في أي بناء اجتماعي متعدد المذاهب والأديان.

وأشار إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي الضوابط الشرعية والأخلاقية في تصرفاته وكلامه وأفعاله، ولا يتحدث في أشياء قد تضره، أو يتكلم في أمور فضولية لا تعنيه، وأن يطهر لسانه من قبيح القول الذي يسيئ لنفسه وللآخرين.

ودعا إلى التقيد بوصايا وتعاليم الإمام الصادق في التعامل مع المخالف بأخلاق وآداب وتسامح وتعايش، والأمر الآخر: بالانفتاح عليهم، والتواصل معهم بمشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم الاجتماعية لأن ذلك من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتصف بها المؤمن ليعكس صورة الإسلام الحقيقية في التعايش والتسامح الإيجابي.

وانتقد الشيخ اليوسف من يروج لأدبيات مخالفة لمنهج رسول الله وسيرته وسيرة أهل بيته في التعامل مع ”المخالف“ وذلك من خلال الدعوة إلى احتقار وإذلال وإهانة ”المخالف“، وعدم رد السلام عليه أو التبسم في وجهه، والتعامل معه بسوء خلق وأدب وغيرها من الصفات الذميمة التي ينهى عنها الإسلام، وتخالف النهج النبوي وسيرة أئمة أهل البيت الأطهار.

واعتبر أن تلك التصرفات تؤدي إلى نشوء التعصب وتوليد الكراهية وعدم التسامح وفقدان التعايش وهو ما لا يقره شرع ولا عقل.

وختم بالدعوة إلى التسامح والتعايش والانفتاح وحسن التعامل مع المخالف كما كان سيرة الإمام جعفر الصادق .

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
البلورة
[ Saihat ]: 24 / 7 / 2017م - 12:30 ص
صدق الشيخ
ياليت كل مناطق المملكة عندهم هذا الإحساس والانفتاح والانفتاح على الاخرين
بدون ان ننكر انه يوجد بيننا متطرفين مذهبيا ومتوقعين داخل المنطقة والمذهب
2
عارف
[ المنطقة الشرقية ]: 24 / 7 / 2017م - 5:39 م
الحمد لله وشي نفتخر فيه بوجود التعايش الطائفي بين جميع الطوائف بالقطيف والاحساء وخذ مثال على ذلك دارين وتاروت تعايش مذهبي قديم وايضا منطقة الزور وسنابس تعايش مذهبي قديم ؛ وربي لك الحمد والشكر وكلنا أخوه بالإسلام ولافرق بيننا .