آخر تحديث: 18 / 5 / 2024م - 1:23 ص

كاتب: ربط الكتابة بالقراءة تشمله الإشكالية والكاتب ليس بالضرورة قارئًا

جهات الإخبارية جمال الناصر - القطيف

بين الكاتب والباحث الاجتماعي محمد الحمزة أن ربط الكتابة بالقراءة تشمله الإشكالية والكاتب ليس بالضرورة أن يكون قارئًا، جاء ذلك في الأمسية الحوارية ”الكتابة مهارات وفنون“، التي أقامها ملتقى ركائز ثقافية على «واتساب» بمشاركة نخبة من المثقفين من مختلف الدول العربية.

وعرّف الكتابة بأنها ممارسة وأداء سلوكي عملي يقوم به الكاتب لتدوين أطروحاته من الآراء والأفكار والمشاعر، الذي يكون لون من ألوان الكتابة كالمقال أو الخاطرة أو القصة أو الرواية الأدبية أو التقارير العملية والصحفية أو مذكرات شخصية، مؤكدًا بأنها فعل.

وأشار إلى أن البعض يهيأ له البيئة الكتابية المكانية والزمانية حتى يستلهم الأفكار ويستمطرها بشكل مترابط، بالذات في الكتابة التي تستدعي الخيال كالروايات الأدبية والقصص، بكونها أفكارًا متسلسلة يعيش الكاتب على إثرها في عزلة لينجزها.

وذكر أن أنماط وسلوكيات الكتابة تكمن في الكتابة لذاتيتها، لافتًا إلى أن هناك من يكتب لذات الكتابة، يكتب ولا يُطلع أحد على ما يكتبه بكونها تفريغ لذاته، والكتابة التجارية التي يكون الهدف منها التجارة والكسب المادي ككتابة السيناريو أو تأليف كتاب يأخذ الكاتب مقابله مبلغًا من المال، والكتابة للثقافة لذاتيتها الثقافة سعيًا في أن يحظى الكاتب بمكانة ثقافية داخل الوسط الثقافي، أما الكتابة الرسمية ككتابة البحوث والتقارير التي تقوم بها مراكز الدراسات التابعة للمؤسسة الحكومية.

وقال: ”إن كل نمط من الأنماط له أسسه وقواعده وأدبياته، لذا ينبغي على الكاتب أن يقرأ ويتعرف على هذه الأسس والقواعد، التي تمنحه المهارة اللازمة لكل فن من الفنون“.

ونوه إلى الأوهام والمعوقات في ممارسة الكتابة، وهي: ربط الكتابة بالقراءة، مفيدًا بأن القراءة، هي الأساس الإثرائي، لأي كاتب من الكتاب، وإن ربط الكتابة بالقراءة تشمله الإشكالية، بحيث أن الكاتب ليس بالضرورة أن يكون قارئًا، في حين قد يكون باحثًا أو مطلعًا أو متصفحًا.

وأكد أن القراءة هي وسيلة مساعدة تُجود وتزيد الإثراء الثقافي واللغوي للكاتب، لذا قد يكون لدينا قارئ لكنه ليس كاتب وبأنها مصدر إلهام للكاتب، مؤكدًا أن الكاتب صاحب العمق حتمًا يكون قارئًا جيدًا.

ونوه إلى أن النقد مهم جدًا ووسطنا الثقافي الذي يفتقد للنقاد الواقعيين الحقيقيين، متأسفًا تحول الكثير من النقاد إلى مسوقين التي هي مشكلة أخلاقية في عالم الثقافة - بحسب قوله -.

وتابع: ”الوقت، الذي يعتبر من أهم المعوقات - بحسب قوله -، جازمًا بأن الذي يستلذ بالكاتبة، يسعى إلى تنظيم الوقت، يخصص له جزءًا من وقته، داعيًا: إذا أردت أن تكون كاتبًا، عليك أن تصنع لك وقتًا“.

وشدد لابد أن يجعل الكاتب فكرة النشر لديه متأخرة ولا يجعلها منذ البداية، وقال: ”عليك أن تتقن عملية الكتابة وتُجويدها وتُهذبها وعملية النشر تكون لاحقة، الإلكترونية أو الورقية على حد سواء ومهارة اللغة والإملاء غاية الأهمية“.

ونصح من يعانوا من الضعف في اللغة العربية والإملاء بالتعلم والتدريب على أساسيات اللغة والإملاء، تحسينها وتجويدها بالذات من يمارسوا الكتابة بشكل مستمر، مؤكدًا بأنه ستصبح لديهم سليقة متجددة، تتطور يومًا بعد يوم.

وأفاد بأن السؤال والتعلم لا يمثل عيبًا إطلاقًا بقدر أنه يزيد الكاتب معرفة، سيبصرها في كتاباته مستقبلاً.

وأوضح أن الكتابة علاج في زاويتها العامة والشخصية، ففي العامة تأتي بكونها تشخيص للواقع لتقدم الأفكار والحلول المقترحة في المشكلات الواقعة وإصلاحها، وقال: ”الكتابة الشخصية تفريغ ذاتي يتبعه المختصون في علم النفس، بحيث يجعلون من المريض يكتب المشاكل والأحزان التي كانت في مسارات حياته ومن ثم تقطيعها، لتكون وسيلة من وسائل إخراج الأفكار السلبية، بتفريغها على القرطاس“.

وأكد أن الكتابة تضع الكاتب في مصاف الكتاب والمثقفين وهذا بحد ذاته يؤثر إيجابيًا في نفسيته.

وأشار إلى أنه كلما ارتفع سقف الحرية في أي بلد من البلدان كلما ارتفعت الجودة في الكتابة ونقائها وصفائها ووضوحها، مبينًا أن الحرية نسبية في كل العالم بنسب مختلفة، داعيًا إلى أن يتمتع الكاتب بالذكاء في ممارسته الكتابة، كي لا يقع في المخالفة القانونية أو تؤول كتاباته من قبل المتلقي في غير وجهتها.

وبين أن الكتابة الإبداعية المتقنة تعتمد على التعلم والتدرب واكتساب مهارات جديدة، من خلال دورة تدريبية أو محاضرة في «اليوتيوب» أو الجلوس مع أحد الكتاب، كذلك تفعيل التعليم الذاتي، والقراءة وممارسة فعل الكتابة، وتجربة أكثر من نمط تعلمي، ليصقل الكاتب موهبته.

وقال: ”الكاتب الماهر ينبغي عليه مراعاة أنواع الناس، البصري والسمعي والحسي، لتكون الكتابة يتخيلها البصري أمامه والسمعي، يسمع نغماتها والحسي، يشعر بها ويتفاعل، وهو الذي يستميل كل هؤلاء إلى صفه“، مشددًا أن ثقافة الشخص مؤثرة جدًا في الكتابة سواء في المقالات أو الأخبار الصحفية، حتى في التغريدات ومدى نوعية رؤيته في ما يريد الكتابة عنه.

وقال: ”ما تكتبه اجعله لوحة فنية تقوم بتنميقها بحيث من يراها يعجب بها، اعتبرها معزوفة موسيقية بحيث الذي يستمع إليها لا يستمع صوتًا نشازًا وإنما نغمات جميلة“.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
ام محمد
15 / 8 / 2017م - 11:39 ص
طرح جميل أخ محمد
نحتاج الى توعيه لمن يخالون ويتركون آثر غير محبب قي المجتمع ويسيئون الى من حولهم ويحسبونه على الدين!!
شكراً جزيلاً أخي
2
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 15 / 8 / 2017م - 1:59 م
حتى بالأوساط الفنية سواء كانت موسيقى أو تمثيل أو ألعاب أو رسم وحتى في الصناعة والتجارة
كلها مجالات ينطبق عليها كلامك فليس بالضرورة أن يكون العازف مستمعا للموسيقى وليس بالضرورة أن ينتقل الرسام من معرض إلى معرض
ولكن الشيء المهم فيما تفضلت به هو الإبداع فالمبدع هو المتمكن الذي باستطاعته خلق الجديد النابع من أفكاره دون الرجوع للآخرين بينما الشخص العادي يعتمد على النظر والتعلم والتقليد للبناء والتطوير على أفكار ماسبقوه