آخر تحديث: 4 / 5 / 2024م - 1:56 ص

الدكتور الطاهر: الحب علاج لكثير من الأمراض ولايقتصر على الرومانسية

أرشيفية
جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الدمام

أكد دكتور علم النفس مهدي الطاهر ان الحب علاج لكثير من الأمراض التي باتت تجتاح عالمنا المعاصر، وان 95٪‏ من النساء يشتكين من حالة الاكتئاب، والأمر بدأ يتجه للذكور الآن.

وقال في المحاضرة التي القاها صباح الثلاثاء ضمن محاضراته الاسبوعية في ”دروس علم النفس في القرآن الكريم“ بتنظيم دار الفرقان لعلوم القرآن وبالتعاون مع رفاه في التنمية الاسرية بسيهات، ان الحب من الانفعالات السارة التي تفرز هرمون السعادة في الحياة، وتكمن اهميته في اعادة تدوير الطاقة التي تجعلنا نتحمل مصاعب الحياة، وظروفها ومشاكلها وتأخذ الانسان الى حالة من الاسترخاء والاطمئنان، وبه تتجدد الحياة.

واوضح ان الحب لايقتصر على الكلمات الرومانسية وماتثيره من صور، واصفا سلوكيات البعض بالبيئة الصحراوية الجافة في الفاظها وعواطفها وسلوكها، وعرّف الحب بالود الذي يفيدنا في حركتنا اليومية ونميل فيه مع الاشخاص والاشياء العزيزة والجذابة والنافعة.

ونوّه الى ان الحب ليس فطريا في الدرجة بل بالاستعداد، لذلك لابد من التعب في توليده فهو مايجلب الطاعة والتفاهم بين الزوجين والابناء والموظفين والافراد.

وارجع الحاجة الى الحب منذ بداية تخلّق الجنين ومعرفة الأم بحملها، وحذّر من التبرم من تلك الهدية المباركة، لان المشاعر تنتقل وتؤثر على الطفل وبالتالي نتأثر بها.

وشدد على ضرورة مبادرة مقدم الرعاية الى التفاعل مع ابتسامة الطفل ومدّ يده وتلفظه بكلمة بابا، والذي يبرز من خلالها الطفل محبته واهتمامه، متناولا نتائج الدراسات الحديثة التي بينت تحول مناطق عصبية في الرأس الى اللون الرمادي، بسبب نقص الحب مما يؤثر في تفوق الطفل وابداعه.

وذكر بعض الدراسات التي توضح حاجة الطفل للدفء والحماية والامان، مشيرا إلى أن الدراسات التي بينت أهمية ادارة الاجهاد والقلق والاكتئاب بالحب، ووصف المتاعب النفسية بالاورام الأسمنتية التي تثقل الانسان، وتظهر بعدة صور، وهي: سرعة الغضب، الزعل، التأثر، الالفاظ السيئة، اللجوء إلى الضرب والتي تدل على وجود مشكلة نفسية عند الشخص تستدعي زيارة المختص ليعرف سببها.

وأشار الى الدراسات التي ذكرت اهمية العلاقة الزوجية في اطالة العمر والصحة النفسية، متطرقا الى زيادة اعداد مرضى السرطان، والتي يعود اغلبها الى نقص المحبة والتي تتحول الى امراض نفسية وجسدية، وقال: ”أن كثيرا من المرضى الذين نالهم الشفاء لم تكن المعجزة السبب في ذلك، بل محاولات اسعاد من حولهم“.

ودعا إلى علاج مرض الاكتئاب بالحب من خلال التركيز على العلاقات الشخصية، وتنمية الشخصية الإيجابية لينشأ الجيل ايجابيا، وتشجيع المرضى على المحبة المستقرة والتي تساعد في اعادة انتعاشهم من امراض الصحة النفسية المنتشرة.

وذكر أن للحب أنواع كثيرة ومنها حب الذات والذي يبرز لدى الاطفال وهو حب صحي، فمن لايحب ذاته لايرتبط بالاخرين، لافتا ان الصغير سيدرك مع الوقت وجود الاخر مع توجيه الاهل، كما ان الدين يساعد في اعادة التوازن في التوجه نحو الاخرين من خلال الايثار والصدقه والزكاة والهدية.

ويتمثل حب الآخر في المريض والفقير، والميت، والدين، والاخلاق، وكلما ازدادت الاخلاق تزداد حالة الحب.

ومن ناحية اخرى، ذكر ان حب الجنس الاخر من محبة الاخر، واصفا الزواج بالسكن وان كلا الزوجين على اختلافهما مكمل للاخر، ومصدر جاذبية ونماء ونشاط لصاحبه، ويقوم على مجموعة من الاحتياجات البيولوجية والفسيولوجية والنفسية والانفعالية، وبدون المحبة بينهما فكل البناء البدني لامعنى له.

ولفت إلى ان العلاقات تبنى على أساس من الوعي والمسؤولية والحب، فبالوعي نستوعب دورنا واهميته والحقوق والواجبات، فنتحمل المسؤولية من الصرف والتعامل بالاخذ والعطاء والتعاون والاهتمام والمودة، مشيرا إلى أن الحب هو المغزى والاستمرارية سبب في تغذيته وقوّته.

وفرق بين مفهوم المودة والرحمة، حيث أن المودة هي الباعث على الارتباط في البداية، وممارسة المحبة تزيد في المودة، فتبقى الرحمة بينهما في حال ضعف احدهما عن الخدمة، وتنتفي المودة اذا كانت غير متبادلة فأحدهما يبذل والاخر جامد، لافتا إلى نمو المودة بالبشاشة، وحسن الخلق، والسخاء، والهدية، وقول الرجل لزوجته ”أنا أحبك“.