آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 12:45 م

رجل دين: الاستشارة تفتح للإنسان آفاقاً جديدة وتقلل نسبة الخطأ

أرشيفية
جهات الإخبارية

أكد الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف في خطبة الجمعة على أهمية المشورة والاستشارة في كل أمور الحياة، لما لها من فوائد جمة في حياة ومسيرة الإنسان، وفي بناء التقدم والتطور المدني والحضاري في حياة المجتمعات الإنسانية.

وقال: إن أخذ المشورة من أهل الاختصاص يعني إشراك عقول الآخرين، والاستفادة من تجاربهم وآرائهم وأفكارهم ووجهات نظرهم المختلفة.

وأشار إلى كثرة النصوص الدينية التي تحث على أخذ المشورة والاستشارة، كقوله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وقوله تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ.

وأكد على أنه بالإضافة إلى النصوص النقلية فإن العقل يدعو أيضاً إلى أهمية الاستشارة في الحياة، لأن المشاورة تفتح أمام الإنسان آفاقاً جديدة، وتعطيه تصوراً كاملاً عن الموضوع محلّ البحث، مما يعطيه القدرة على اختيار أفضل الطرق والبدائل، وتلافي الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها فيما لو سار وفق رأيه فقط، دون الالتفات إلى آراء الآخرين ومرئياتهم.

وعرّف الاستشارة بأنها أخذ آراء الآخرين في موضوع معين، وضرب الآراء بعضها بالبعض الآخر، حتى يتولد منها الرأي السديد والقويم، وهي بهذا المعنى أكثر من ضرورية وهامة.

وأوضح أن الاستشارة أصبحت في عصرنا الراهن تحظى بأهمية كبرى، نتيجة لتطور الحياة، وتشعب الاختصاصات، وتعدد الوسائل والأساليب، مما أعطى للاستشارة أهمية فائقة، فما من رئيس أو زعيم أو وزير إلا ولديه مجموعة من المستشارين المتخصصين، يقدمون له المشورة في شتى الأمور.

وتابع: ”كل المؤسسات والشركات الكبرى في العالم أنشأت لها قسماً خاصاً يعنى بتقديم الاستشارات في مجال عمل الشركة أو المؤسسة، ويشغل هذا القسم مجموعة من المستشارين الأكفاء.. وهذا يدل بجلاء على أهمية الاستشارة في عالم اليوم“.

وأضاف: ليس كل الناس جديرين بالاستشارة، ولذلك من الضروري اختيار المستشارين بعناية فائقة، كاستشارة أهل الحكمة، فالإنسان الحكيم هو الذي عركته تجارب الحياة فصنعت منه شخصية حكيمة.

واستطرد قائلاً: وممن ينبغي استشارتهم العلماء الصالحون والمتنورون، فقد روي عن رسول الله قوله: «شاوروا العلماء الصالحين، فإذا عزمتم على إمضاء ذلك فتوكلوا على الله».

وتابع بالقول: كل من فيه صفة راجحة كالتجربة والفهم والبصيرة.. إلخ من الصفات الخيرة، مؤهل لأن يكون مستشاراً في مجال تخصصه وفهمه.

وأشار إلى تحذير النصوص الدينية من مشاورة بعض الأصناف من الناس كالأحمق، والجاهل، والجبان، والبخيل، وكل من فيه صفة سيئة كضعف التجربة، وقلة العقل، والجهل، والأنانية... إلخ من الصفات السيئة الدالّة على فقدانه للشروط الواجب توافرها في المستشار.

وذكر في آخر الخطبة فوائد المشورة والاستشارة كتقليل نسبة الخطأ، والاستفادة من تجارب الآخرين وآرائهم، واحترام الناس، وفتح آفاق جديدة للموضوع محل الاستشارة، ومشاركة أهل الرأي والعقل والعلم في عقولهم.