آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 8:50 م

الدكتور الطاهر يحذّر من الآثار السلبية للدوافع اللاشعورية

أرشيفية
جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

شدّد دكتور علم النفس مهدي الطاهر على أهمية الإستفادة من الدوافع الإيجابية، وإشباعها بالطرق الصحيحة، حسب تنظيم الشرع في النوع والدرجة، وباختلاف العصور والأزمان، لافتا إلى توفيره البدائل حتى لايقع الفرد أو المجتمع في دائرة الخلل والإضطراب أو المرض.

وقال في محاضرته ”علم النفس في القرآن الكريم“ الذي ألقاها الثلاثاء الماضي، بتنظيم دار الفرقان لعلوم القرآن بالتعاون مع رفاه للدراسات والتنمية الأسرية بسيهات، أن البنية النفسية للإنسان تتكون من ”الشعور واللاشعور“ حسب التحليل النفسي.

ولفت إلى اجتماع مخزون الأخير في الثلاث سنوات الأولى بالخبرات والمواقف غير السارة التي يتعرض لها، ضمن آلية ”الكبت“ اللاإرادية، وقد يلجأ الكبير للنسيان والقمع بدلا من ”الكبت“، إذا ما وقع تحت ضغط الصراع بين دافعين يتساويان في الوقت والأهمية.

وعدّد أنواع الصراع: ”إقدام إقدام، إقدام إحجام، إحجام إحجام“، لافتا إلى أن الأخير هو الأصعب، وقد يتخلص الإنسان منه بحل مناسب، أو غير مناسب كما في الإصابة ”بالهستيريا التحولية“.

وقال إن ”القمع“ الإختياري الشعوري، مطلوب إذا لم يتوفر الأشباع الأساسي، باللجوء الى البدائل المناسبة، والتي تخفف إلحاح الحاجات، لافتا إلى إقرار الإسلام للدوافع الفطرية والمتعلقة بالبقاء كالجوع والجنس، وتبيين طرق إشباعها، والسماح لبعض البدائل عند الضرورة القصوى كأكل الميتة.

وأشار إلى تنظيم الإسلام لدافع الجوع، بالأكل بمقدار حتى لايعتدي الإنسان على أقدار الآخرين ويؤثر في الطبيعة، أو يسرف فيصاب بالمرض، وتوجيهه لتنمية الدوافع الإيجابية من التعاون والعطاء والكرم.

ولفت إلى تنظيم الدين للدافع الجنسي بالزواج والتعفف، وتقديم البدائل التي تحفظ صحة ومكانة وشرف الإنسان، كالصيام، والصبر، والتمارين، والإبتعاد عن المنبّهات المحرمة، والخلوة، والطلب من الخدم والأطفال الإستئذان قبل الدخول، وغيرها.

وبيّن أن الإسلام عبارة عن منظومة متكاملة، وليست متجزّئة كالديانات الوضعية، ولم يغفل طبيعة الإنسان واحتياجاته في أدقّ التفاصيل.

وأشار إلى تنظيم الإسلام دافع التملك، بالحث على البذل للمستحقين، والإتيان بالمال من وجوهه المشروعة، ونبذ الإسراف والتبذير، والحث على التوفير والإدخار واستغلالها في مشاريع استثمارية تخدم المجتمع، وبما أعطي الإنسان من مهمة الإستخلاف والتعمير.

ولفت إلى أن المجتمع قد يصيبه المرض، كما في ظاهرة ”الإسراف“ في مناسبات الزواج مثلا، والتي ارتبطت بالمكانة واصبحت حاجة يبحث عنها البعض، لافتا إلى أهمية بناء الوعي المجتمعي التكاملي، لقطع أشكال الإسراف والفساد، ”فالإسلام يخلق الثقافة الفردية والمجتمعية، وينظّم المقبل لنا من الممارسات الخاطئة، ولايستجيب لتسييرها“.

وأشار إلى ماحث عليه الإسلام من ”إضعاف“ دوافع العدوان والإيذاء للآخرين، بالإنسجام، والإحترام، والتسامح، والعفو، والتمسك بالآداب المنظمة للسلوك المقبول كالمحبة، والتعاون، وإفشاء السلام والإبتسامة، لافتا إلى أثرها في انتشار الإنسانية، والتعايش داخل المجتمع.

وشدّد على ضرورة ”التوازن“ في جميع الأمور: ”الفسيولوجية، والإهتمام بالمجتمع، ومايختص بتقدير الذات وتحقيقها“، لافتا إلى دور التوازن في ”جلب الصحة، والتقدّم للأمام، وعدم البقاء في الأمور الدنيوية التحتية“.

ونوّه إلى أن المجتمعات تمرض وينطبق عليها ماينطبق على الأفراد، فلابد من ”التوازن“ للتقدّم نحو الأمان الأسري، والوظيفي، والنفسي، والصحي.

وحذّر من الميل مع الهوى والذي يسبب المرض، ونمو أنواع من الخلل، وعدم الإستقرار، والقلق، والإضطراب وقد يكون مجهول المصدر، ويؤدي إلى تأخر الفرد والمجتمع.