آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 8:50 م

الجيراني: الفيلم الوثائقي للفنان السليمان تميز بضخامة المحتوى لسيرة متألقة

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الدمام

أكّد الفنان عبدالرحمن السليمان أن الفيلم الوثائقي والذي جاء ضمن حركة تكريمه من قِبل جمعية الثقافة والفنون بالدمام، متمثلة في مديرها يوسف الحربي، الأحد الماضي والمستمرة حتى اليوم يعد بادرة هامة في مسيرة أي فنان أو محتفى به.

وعبّر عن شكره وامتنانه للجمعية التي جعلت تلك المبادرة ضمن فعاليات التكريم، وللطاقم القائم على العمل لتحمله وصبره لظهور العمل بالصورة المنشودة.

وقال أن الفلم الوثائقي وهو من إخراج وتصوير الأخوين حسن وسعيد الجيراني، وإعداد الفنان عبدالعظيم شلي «خطوة هامة بذل لها هؤلاء الزملاء كل جهدهم ليظهر وفق ما أتيح لنا جميعا، وبالشكل الذي يقدّمني، ومحيط نشأتي، وفنّي وتفاصيل أخرى من حياتي إلى المُشاهد».

ومن جهة أخرى، أوضح المخرج حسن الجيراني في حديثه مع «جهينة الإخبارية» أن الجمعية قامت باختياره هو وأخيه المصور والسينارست سعيد لهذا العمل، لتجربتهم السابقة في تسجيل وتوثيق بعض المناسبات المحلية في الشأن الفني، والرياضي، والإجتماعي.

ولفت الى الخط الرئيسي لأفلام السيرة ”البيوغرافي“ من تسليط الضوء على بطل الفلم، وبيئته، وأصدقائه، موضحا أن جانب البورتريه يبقى هو الطاغي في استعراض سيرة الشخصية، وأهم المحطات الفنية، والنجاحات والصعوبات التي واجهته.

وقال أن التركيز في العمل جاء حول خط يجمع بين ”المادة التوثيقية، والجانب الفني البصري“، خلال ”الإعداد للمشهد، وترتيب الكادر، والمعالجة اللونية، والخدع البصرية فيما بعد“، مع الأخذ في الإعتبار ”التوفيق بين محتوى ثري يرويه الفنان، وصور فنية شيقة وجاذبة للمشاهد“.

وذكر أن الجديد في هذه التجربة يكمن في ضخامة محتوى المادة لسيرة الفنان السليمان، وبالمرور على مختلف محطاته في مجالات الفن التشكيلي، والكتابة، والصحافة، والإدارة عبر مسيرة من التألّق والنجاح طيلة أربعة عقود.

وعن صعوبات العمل، أوضح أنها تكمن في استحالة استعراض مسيرة فنان تجاوزت 40 عام ومرّ فيها بالعديد من المحطّات المختلفة، في مدة فلم محدودة نسبيا.

وأشار السينارست ومصور العمل سعيد الجيراني إلى حاجة مثل هذا العمل للجهد المضاعف، والتسلسل المرن حتى لايتشتت المشاهد بكثرة المعلومات والتحوّلات والتواريخ، والذي يعود لرصيد الفنان الطويل في مشواره مع النشاط الثقافي التشكيلي.

وأوضح أن ”سير الحوار“ في الفلم تم تحريكه بعد الإطلاع على ما أعدّه المعدّ للحوار شلّي من أسئلة، ليتم التنقل بين المشاهد، والأمكنة بانسجام.

ولفت إلى أن بناء المشهد وتخيّله وكتابته ومراجعته، تتم بالإتفاق مع المخرج، وعلى ضوئها تم توزيع الإضاءة، والزاوية، والخلفية لتتناسب مع الموضوع المُصّور.

وقال ركّزنا على ”الجانب البصري“ كون الشخصية فنية تشكيلية، والذي يوازي في أهميته ”للسيرة والمعلومات“، لذلك قمنا بتضمين العديد من المشاهد بصوت وحديث السليمان، ليستمتع المشاهد بالحديث والمشهد في خط متوازي.

وأضاف: «كون الشخصية فنان تشكيلي مخضرم وناقد وكاتب وصحفي مميز، فقد سعينا إلى تصوير مشاهد بزوايا مختلفة، لا تخلو من جوانب فنية، ولمحات جمالية، تلامس مشاعر الجمهور وتعطي متع بصرية دون الشعور بكثافة المحتوى رغم طول الفلم نسبيا».

وأشار إلى ما لمسه من تفاعل الجمهور وتعاطفه مع الشخصية والأحداث والتفاعلات التي مر بها، في الإنصات، والضحك، والتصفيق؛ لافتا إلى أن طغيان الحضور كان من ”الوسط الفني“ من أصدقاء وزملاء الفنان، وممن تربطهم به علاقات في الفن التشكيلي من مختلف مناطق المملكة.

وبيّن أمنيته في هذا العمل وهو التوفيق في نقل صورة الفنان السليمان المليئة بالخبرة والتألق والنجاح والإنجاز، ونقلها لمن يجهله بنقل كم المشاعر والعواطف التي باح بها للمشاهدين.

وذكر معدّ الفيلم الفنان عبدالعظيم شلّي أن الفنان السليمان كان راقيا في تعامله معنا ”إذ سمح لنا بنبش ذاكرته بشكل تفصيلي، واستقبل جميع أسئلتنا، وفتح إرشيفه المتراكم خلال أكثر من 40 عام“.

ولفت إلى أنه سرد أشياء ثريّة من حياته المفعمة بالنشاط والحيوية، إضافة إلى بسطه مئات الصور والنسخ القديمة من كتاباته المتفرّقة في الصحف المختلفة، وإطلاعنا على مادة ملموسة ومتقدّمة تتداخل فيها القصص والحكايات والتواريخ والأزمنة.

وتابع: كان الإعداد للفيلم ”يتّسع ويتضاعف، كلما غصنا معه في بحر ذكرياته الزاخر، بُِعدا في الزمان واتساعا في المكان“.

وتطرّق إلى بعض الصعوبات خلال الإعداد للحوار، في أن الحوار في الداخل ليس كالخارج الذي يعترضه صخب الشارع وأسئلة المارة، فيؤدي إلى إعاقته أو تأخيره، إضافة إلى اعتراض ”الحر والظلام“ خلال التصوير، مما يضطرّهم للعودة في اليوم التالي ومسابقة الوقت.

وأضاف: كان الفنان السليمان ”صبورا ومستجيبا“ لكل ما طلبناه منه، وشعرنا بمعاناته في ”الدخول والتحرّك في حيز الأماكن القديمة والوعرة“.

ولفت إلى استمرار الحوار لساعات في أماكن متعدّدة، مشيرا إلى أن ماتم عرضه لم يكن إلا ”تكثيف واختصار“ لمسيرة الفنان الغنية بحياة فنية وفكرية وانسانية.

وأشار إلى تركيز الفلم على جملة من محطات حياة الفنان، في طفولته، ودراسته، وبداياته في عالم الفن والكتابة، وأبرز من أثّر في مسيرته، وتقلّده عدة مناصب إدارية، وحضوره للملتقيات الفنية، ومشاركاته المحلية والخارجية، وأبرز النقاد الذين كتبوا عنه، وعروجه عليها باختصار، ليعطي رؤية شاملة عن حياته المترامية الأطراف.