آخر تحديث: 1 / 5 / 2024م - 11:08 م

التديّن الحقيقي

حسين رمضان آل قريش

‏‎كنّا منذ نعومة أظفارنا نستمع إلى الروايات عن كرامات أهل البيت وأفضالهم ورعايتهم للفقراء والمساكين بدءً بجدهم المصطفى محمد ﷺ الذي رباه خالقه على أولوية النظر إلى الفقراء والمساكين حتى عرّف حقيقة التدين في العطف على اليتيم ورعاية المسكين ومساعدة الفقير فقال سبحانه ﴿أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون نفهم من هذا التوجيه أن العبادة الحقيقة لله تنتج المسارعة لخدمة عباده.

‏‎وكنا كذلك نتغنى ونتباهى بدور أئمتنا ونكرر على المنابر ما نقله لنا الرواة بما عُرف عن الإمام الحسن بن علي بكريم أهل البيت لما تميز به من عطاء وكرم فقد خرج من ماله مرتين وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات، مع ذلك إذا جاء الدور علينا نقول هذا ما قام به الأئمة المعصومين نحن لا نقدر على ذلك كما قال أمير المؤمنين أنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد، ذلك قد يكون تبرير للهروب من فعل الخير الكبير، لكن حين نسمع عن شخص في هذا الزمن يقوم بهذا الفعل وهو ليس من الذين يملكون عشرات الملايين نشعر بالاطمئنان ونحسب أننا بخير وفينا من يجسّد الاقتداء بأئمة أهل البيت الذين كانوا يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا، ويحملون الجراب على أكتافهم ويبحثون عن الفقير والمسكين والمحتاج حتى لو لم يكن من أتباعهم، إن هذا الموقف الأبوي الإنساني الإيماني تبرعه بنصف مليون ريال للمشاركة في علاج ابن مجتمعه في ألمانيا الذي قام به الرجل المعروف بعطائه أبو حسين الأخ عيسى بن علي المكحل إشارة على مستوى وعي المتدين الحقيقي الذي نسأل الله له الصحة والعافية وأن نرفع يد الضراعة له بطول العمر حتى يشجعنا على عمل الخير الكبير بهذا المستوى الذي سيثقل ميزانه يوم تخفّ الموازين.