آخر تحديث: 1 / 5 / 2024م - 9:37 م

حياة المصلحين.. كفاح وعطاء لا يتوقف

حسين أحمد آل درويش

ما أحوجنا في هذه - المرحلة الصعبة - التي نواجه فيها الكثير من التحدّيات والأزمات والمؤامرات، أن نستحضر - حياة المصلحين - والاستفادة منهم في حياتنا، وأن نستحضر مشاريعهم وأفكارهم وجهادهم وإيمانهم الكبير.. إن إمعان النظر والتأمل في دراسة هذه الشخصيات الرسالية، وتحليلها وتوضيحها ونشرها إلى الآخرين - واجب إنساني وأخلاقي - إضافة إلى ذلك لما لها من تأثير مهم على حياة الناس بشكل عام.. وتحديد أطر أفكار - جيل الشباب - وخاصة في هذه الفترة الزمنية، وفي هذه المرحلة الحسّاسة جدًا.. مرحلة هيمنة الدول الكبرى على المنطقة، ومحاولة تغيير ثقافتها وهويتها وإعادة صياغة خريطة المنطقة من جديد..التي تستهدف كل وجودها الديني والحضاري والأخلاقي والثقافي والاجتماعي والسياسي.. من الواجب والضروري أن يتحمّل ويتصدّى لهذه المسؤولية الكبرى - رجال الوعي والثقافة وقادة المسيرة - من علماء ومفكرين ومثقفين وسياسيين، بأن يستذكروا تلك الشخصيات الرسالية وتجاربهم الكبيرة ومواقفهم المشرّفة وتاريخهم المليء بالجهاد والتضحية والسعي الدؤوب في سبيل إحياء حقوق الشعوب المحرومة والمضطهدة، وأن ينقلوها إلى الأجيال القادمة.. ليستفيد منها الجيل الجديد ويتعلم من تجارب الجيل الماضي ومساعيه.. أجيالنا بأمس الحاجة في هذه الفترة الراهنة أن تنفتح على هذه التجارب الغنية، وأن تتغذى من عطاء اتهم المثمرة - حياة المصلحين - كلها عطاء وكفاح ونشاط لا يتوقف، كل من يقترب منها ويتشرّب من منبعها الصافي، يعلم كم كانت حياتهم كلها خيرًا وعطاء، كلماتهم عطاء، نظراتهم عطاء، حركاتهم عطاء، هكذا كنّا نشعر ونتعايش معها ونحن نقترب منها ونستمع إليها، فلا يضمُّنا مجلس متواضع إلا ونخرج أكثر قربًا وحبًا إلى الله تعالى.. فما أحوج أجيالنا أن يطّلعوا ويتعرفوا على هذه الشخصيات الرسالية والربانية والاستفادة منها بشكل كبير.

أعداؤنا وأعداء ثقافتنا وأعداء وعينا وأصالتنا يحاولون - دائمًا - أن يفصلوا بين الأجيال ورموز الإيمان والهوية والأصالة.

يحاولون - دائمًا - أن تغيب الرموز عن ذاكرة الأجيال - أيها الأحبة الأوفياء - علينا أن نعمل بجدٍ وإخلاص ٍ من أجل أن تبقى رموزنا الإيمانية في ذاكرة أجيالنا من خلال: إحياء ذكريات الرموز، إحياء ونشر تراثهم الفكري والثقافي والعلمي، تعريفهم الدائم بهذه الرموز في كل المناسبات وفي كل المحافل الإسلامية.

وأخيرًا وليس أخرًا.. لابد أن نعيش أيضًا الذوبان الروحي والعاطفي مع هذه الشخصيات الرسالية، وبتعبير آخر.. أن تكون علاقتنا معها - علاقة حب وعشق وإيمان - ولكي لا ننسى تضحياتهم الكبيرة، التي كانت ثمنًا لكرامتنا وعزتنا وحياتنا ووجودنا.. فمن واجبنا..أن نتعرف على حياتهم وأن نستلهم سيرتهم، وأن نتعلم منهم كيف نكون.. أصحاب مبدأ.. وأنصار عقيدة.. ودعاة قيم.. وعشاق شهادة!!!.