آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 7:41 م

نحو خطاب نسوي متزن

رائدة السبع *

تحية طيبة لسماحة السيد منير الخباز الذي بذل جهده من خلال حضوره المميز في أيام عاشوراء، وتحية خاصة لأنه جعلني أستمع لمحاضرته الوحيدة بعد أن هجرت أغلبية المجالس؛ لأنه وباختصار لم أجد فيها ما يثير عقلي ويحفزه على التفكير. فهذه المحاضرة اليتيمة التي استمعت إليها أثارت لدي بعض النقاط بشكل سلبي وجامعها هو موضوع ”النِسوية“ كمفهوم، وأتمنى وصول وجهة نظري لسماحة السيد منير.

أتساءل بداية: هل النسوية مرض يصيب العقل البشري، وتحديداً النساء، وهل يستدعي ذلك علاج المرأة منه بصورة عاجلة، وكذلك هل يختلف العلاج من امرأة الى أخرى؟ فعلى ضوء هذه التساؤلات يمكننا الرجوع إلى تعريف النسوية من قبل الكندية ”لويز توبان“: «هي انتزاع وعي فردي بداية ثم جمعي متبوع بثورة ضد موازيين القوى الجنسية والتهميش الكامل للنساء»، فهل يتفق سماحة السيد كرجل مع هذا المعنى للنسوية ويؤيده؟ أما من جهتي كامرأة، فأرى أن هذا التعريف يمنحني الحد الأدنى من الطموح ويمثل الأرضية التي يجب أن يقف عليها الجميع لتناول هذه المسألة. وكاستطراد، وبما أنني امرأة سأحاول تجلية هذا المفهوم من بعض جوانبه والتي تعتبر مطاعن للنسوية:

أولاً: المساواة وعندما تدعو النسوية إليها فهي تذهب إلى الإطار العام للحقوق والواجبات، وأهلية الأنثى للولوج إلى جميع الحقول الوظيفية والمراكز الاجتماعية والمسؤوليات التي تناسب تكوينها النفسي والبيولوجي من دون أي انتقائية بمحددات الذكورية التي لا تعترف بامكانياتها.

ثانياً: الحق في العمل، وهو أصيل بغض النظر عن دوافع دخول المرأة إلى سوق العمل؛ سواء لتحقيق الذات أم لحاجة معيشية، فهو حق ثابت للمرأة مع تحقيق التوازن بين متطلبات الأمومة والأسرة والوظيفة، وكذلك بتعاون أفراد الأسرة نستطيع سد الثغرات التي تعيق تحقيق هذا الحق.

إذن، خروج المرأة للعمل لا يتعارض مع انوثتها - كما تحدثتم سماحتكم - ولا يجب التشنيع على هذا الفعل لحاجة العديد من الأسر لدخل أساسي أو اضافي لتلبية الاحتياجات حتى تشيع النظرة التقديرية للنساء العاملات بدلاً من استنقاصهن وتعطيل طاقة نصف المجتمع، وهذا يستتبع إبراز الأمثلة الجميلة من موروثنا الديني؛ كعمل السيدة خديجة سلام الله عليها بالتجارة، ومساعدة الإمام علي لأهل بيته في شؤون المنزل، وبهذا نستيطع فهم وتعقل بعض الأحكام الفقهية التي ترى أن عمل المرأة في المنزل من طبخ وتنظيف غير ملزم لها.

أما الطعن الثالث على النسوية فهو خشية خروجها على قيم الدين والمجتمع! وأرى بأن هذا الأمر يتشارك فيه الجنسين عندما لا نفهم السياق الثقافي الذي قلص المسافات بين الشعوب والأمم، وهذا يحتاج إلى جهد ثقافي ديني لاستيعاب الظواهر الثقافية والاجتماعية وتثوير الفكر من الداخل واعتبارها كمحفزات لمبادرات الإصلاح الديني التي دعى إليها المصلحون التنويريون منذ أكثر من قرن من الزمان.

أخيراً أتمنى لسماحتكم التوفيق والسداد فيما تطرحه، وأن يتسع صدرك لسماع الرأي الآخر المختلف.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
سالي
[ القطيف ]: 13 / 8 / 2021م - 7:21 م
كلام جميل
2
وسام علي
[ القطيف ]: 13 / 8 / 2021م - 8:41 م
الاخت رائدة السبع
السيد خصص الى الان 3 محاضرات منرابطة لهذا الموضوع وليست محاضرة واحدة كما ذكرتي.
من خلال كل ماكتبتي يتضح انك لم تستمعي لجميع محاضرات السيد لم بقل اي شي مما ذكرتي.

انمنى انك ترجعي لسماع المحاضرات جيداً

تحياتي لك
3
عبدالباري رجب
[ القطيف ]: 14 / 8 / 2021م - 9:24 ص
مضحك جداً ماورد اعلاه وشكراً