آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 12:09 م

إضاءات حول الرضاعة الطبيعية

تتبادر إلى خاطر الأم المرضع أسئلة كثيرة قد تحتفظ بها لنفسها وتضل تؤرقها، وقد تسأل من حولها من الأمهات، وقد تلجأ إلى أخذ المعلومات من شبكة الاتصالات أو مواقع التواصل الاجتماعي، والأفضل للأم أن تلجأ إلى المختصين في الرضاعة الطبيعية في منطقتها، لتحصل على الإجابات الصحيحة.

ومن الأسئلة الشائعة لدى الامهات؛ ما عدد المرات التي يجب على الطفل الرضيع أن يرضعها من أمه في اليوم؟

لانستطيع ان نحدد بالضبط عدد المرات التي يجب أن يرضعها الطفل، لأن ذلك يعتمد على عدة عوامل مثل عمر الطفل الرحمي ووزنه ومعدل الاستقلاب الأساسي عنده وحجم معدته، كما يعتمد على حجم ثدي الأم، ولكن يمكن أن نقول أن الطفل حديث الولادة كامل الحمل يرضع بمعدل 8 - 12 مرة في اليوم لمدة 20 - 40 دقيقة، فإذا خالف هذا المعدل وجب أن تقيم رضعته من اختصاصي في الرضاعة.

كيف لي أن اعرف بأن الطفل الرضيع يريد أن يرضع؟

هناك ثلاث مراحل لعلامات الجوع، فعندما يشعر الطفل الرضيع بالجوع يستيقظ من النوم ويبدأ بتحريك رأسه يمينا وشمالا وفتح فمه، فإذا زاد جوعه وضع يده في فمه وزادت حركته وبدأ يمدد جسمه ويتثاءب، وتسهل رضاعة الطفل في هذين المرحلتين، فإن لم تنتبه الأم إلى طفلها وترضعه زاد عنده الجوع، فيصبح وجهه أحمر ويكثر من حركته ليلفت انتباهها، فإن لم تنتبه، بكى الطفل وحينها يصعب إرضاعه بالطريقة الصحيحة، وعلى الأم أن تهدأه قبل أن تبدأ بإرضاعه، إما باحتضانه وملامسة جلدها لجلده، أو بوضع القليل من حليبها في فمه، وعندما يهدأ تبدأ بإرضاعه.

كيف لي أن أعرف بأن الطفل الرضيع يرتبط جيدا بالثدي ويرضع بشكل سليم؟

لحمل الطفل وتعلقه بالثدي علامات ثمان.

أربع على الأم وهي أن تمسكه مستقيما بحيث تكون أذنه وكتفه وفخذه على استقامة واحدة، مواجها صدره لصدرها فمن يدخل عليها وهو يرضع، لا يرى إلا مؤخرة رأسه وظهره ومقعده، ملاصقا لها وكأنه وأمه وحدة واحدة - وتفضل وضعية ملامسة الجلد للجلد لتحفز غريزة الرضاعة لديه - ومدعوم حتى لا يقع أو يتحرك أثناء الرضاعة، كما أن على الأم أن تقدم ثديها لابنها باتجاه أنفه حتى يفتح فمه كاملا وحينها فقط تلقمه ثديها.

وأما الأربع العلامات المتبقية فهي ما تلاحظه الأم على رضيعها فذقنه ملاصق بثديها، وشفتاه مقلوبتان للخارج، وفمه مفتوح تماما، وأن ترى هالتها العلوية أكثر من السفلية إذا أن أغلب الثدي داخل فمه، ولا يمسك بالحلمة فقط.

وحينها فقط ستسمع الأم صوت بلع طفلها لحبيبها، وتكون رضاعته بشكل عميق وبطيء ويمتلىء خده فيظهر إلى الخارج وتحس الأم بمنعكس اطلاق الحليب الذي قد يسبب لها تقلصات في الرحم ووخز في الثديين وتدفق الحليب من الثدي الآخر.

كيف لي أن أعرف بأن الطفل الرضيع يحصل على الكمية الكافية من الحليب؟

تعتقد الكثير من الامهات عندما يبكي طفلها بكثرة أن حليبهن غير كاف لأطفالهن وهذا اعتقاد خاطيء فبكاء الطفل أو عدمه لا يدلان على أن حليب أمه لا يكفيه أو يكفيه - إذ أن هناك اسباب كثيرة لبكاء الطفل - فأول علامات الشبع التي تلاحظها الأم على طفلها هي أنه عندما يبدأ بالرضاعة تكون يداه مغلقتان، فإن فتحهما فهو بدأ يشبع، وعلى الأم أن تراقب عدد مرات وكمية أبوال الطفل، إذ يتبول الطفل كامل الحمل مرة واحدة في أول يوم في حياته وتزيد عدد مرات التبول تدريجيا حتى تصل إلى 5 - 6 مرات بدءً من اليوم الخامس، فإن قلت عن ذلك، أو كانت كمية الأبوال قليلة أو تلون البول باللون الأحمر، وجب تقييم الرضعة، وكذالك على الأم مراقبة لون براز الطفل، حيث يتغير تدريجيا من اللون الأسود في أول أيام حياته إلى اللون الأصفر في اليوم الخامس، وعادة ما يكون شبه سائل مع حبوب قليلة.

وأهم علامات كفاية حليب الأم هو وزن الطفل، إذ يفقد الطفل حديث الولادة من وزنه خلال الأيام الأولى من العمر ثم يزيد وزنه تدريجيا، فإن لم يبدأ بالزيادة في اليوم الثامن، فعلى الأم أن تلجأ إلى ذوي الاختصاص لتقييم صحة الطفل ورضاعته.

هل يجب على الطفل الرضيع أن يرضع من كلا الثديين في كل وجبة؟

دلت الدراسات أن الطفل قد يرضع من ثدي واحد فقط دائما، وقد يرضع من الثديين دائما، وقد يراوح بين الرضاعة من ثدي أو ثديين، ولا يؤثر ذلك في زيادة وزنه، فعلى الأم أن ترضع ابنها من ثديها الأول حتى ينام أو يترك الثدي فعندها تعرض عليه الثدي الثاني، فإن كان جائعا فسيرضع منه، ويمكن للأم تغيير الحفاظ للطفل بين رضاعة الثديين لتتأكد من أنه ليس مستغرقا في النوم ولذلك فإنه لا يرضع.

رحلة الرضاعة هي رحلة خاصة بالأم وطفلها، تختلف سماتها من أم لأم، كما تختلف عند الأم نفسها من طفل لطفل، فعلى الأم أن لا تقارن رضاعة طفلها بغيره، وأن تراقب علامات الجوع والشبع عنده.

استشارية طب حديثي الولادة والخدج، واستشارية الرضاعة الطبيعية بمستشفى القطيف المركزي