آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 1:42 ص

The impact of random littering on public health and the environment

أثر رمي النفايات العشوائي على الصحة العامة والبيئة

المهندس صادق علي القطري *


مصدر الصورة: https://www.dumpsters.com

كما وعدتكم فان تركيز مقالاتي في هذه الأيام ستتركز على مواضيع البيئة وأثرها على الصحة العامة والمجتمع ككل، فتعاون الجميع امر واجب على كل فرد وعليه مسؤوليات وواجبات وذلك لتصحيح كل خلل موجود في المجتمع سواءا بخصوص بيئتنا أو بلدنا أو مجتمعنا فنحن جميعا كمجتمع نستقل مركبا واحد إذا غرق، غرق الجميع وادا نجا، نجا الجميع، فتضافر جهود الجميع وذلك بوضع أيدينا فوق بعض والذي يجعلنا أكثر قوة ويجعلنا أكثر تماسك.

من الملاحظ هذه الأيام ومع تحسن الجو تقضي الكثير من العوائل والافراد الكثير من الوقت في المنتزهات العامة أو على شاطئ البحر أو التخييم في البر وذلك لقضاء وقت جميل وممتع للترويح عن النفس والاستمتاع بالجلسات في المساحات الخضراء أو ممارسة الرياضة أو ممارسة صيد السمك أو اللهو بين الكثبان الرملية وغير ذلك من ممارسة الهوايات المحببة لديهم وفي الهواء الطلق. كل ذلك حق مشروع للجميع لقضاء هذا الوقت الممتع بكل حرية ما لم يتم التعدي على حقوق الآخرين وعلى البيئة بالممارسات الغير عادلة من البعض والتي تترك أكبر الأثر على الصحة والمنظر العام «التلوث المرئي» وعلى البيئة.

وكوني أحد مرتادي الشاطئ ممن يمارس رياضة المشي وبشكل شبه يومي لاحظت الكثير من هذه الممارسات الغير عادلة من البعض والتي تعتبر تعدي على الحقوق العامة للناس على الجميع إيقافها وبتضافر جهود الجميع.

من الأمثلة على هذه الممارسات الخاطئة والغير عادلة بشكل عام لا للحصر:

- رمي النفايات ومخلفات الاكل بجانب مكان جلوس بعض العوائل بالرغم من وجود الحاويات المخصصة على بعد عدة خطوات من مكان جلوسهم.

- رمي النفايات من قبل رب وربة الاسرة وعلى مرئي من أطفالهم والذين من المفترض ان يكونوا قدوة لهم.

- رمي العلب وقناني الماء في الممرات المخصص للمشي أو الجري.

- رمي خيوط صيد الأسماك «الحداق» المتعبلكة في الممرات المخصصة للمشي مما تسبب بعض الحوادث لبعض المشاة من العوائل والافراد والطفال.

- رمي أكياس الاكل البلاستيكية والقناني والعلب وإطارات السيارات والشباك والمخلفات الأخرى في البحر مما يتسبب في تلوثه بالإضافة إلى سكب مياه المجاري وبدون معالجة في البحر.

هذه فقط بعض الممارسات وليست الكل التي يجب ان يتضافر الجميع لمنعها والتخلص منها لأنها ظاهرة مشوهه للبيئة وللحياة الصحية العامة وكذلك سمعة المجتمع.

تعتبر هذه الظاهرة «ظاهرة القاء النفايات غير الشرعي» ظاهرة عالمية تشتكي منها معظم الدول حيث تشير التقديرات إلى رمي ما يقرب من مائة مليون طن من النفايات بطريق غير شرعي وغير قانوني في العالم وان أمريكا لوحدها يتم القاء ما يقارب من 1,5 مليون طن من القمامة كل عام بنفس الطريقة الغير قانونية وتسمى هذه بمصطلح ”الإغراق غير القانوني“.

والإغراق الغير القانوني هو عبارة عن إلقاء أو تفريغ أو سكب أو إطلاق أي نوع من النفايات في أي مكان عام حيث ويشمل ذلك النفايات السائبة أو الموجودة في الصناديق أو البراميل أو الأكياس. والأماكن التي يتم القاء هذه النفايات الحقول المفتوحة، الأراضي، جوانب الطرق أنظمة الصرف الصحي والممرات المائية وتشمل البحار.

ومن اهم الأسباب المباشرة لإلقاء القمامة الغير قانوني «او الإغراق الغير القانوني» نقص التعليم حول خيارات التخلص المتاحة للتخلص من هذه القاذورات والكسل وعدم الوعي بالمخاطر المترتبة على ذلك. كذلك عدم أخذ الوقت الكافي لتوصيل النفايات إلى الأماكن المخصصة للنفايات «براميل القمامة» أو محطة تجميعها أو حتى عدم وجود براميل النفايات بالرغم من ان مكب النفايات في أكثر الحالات متاحًا لعامة الناس. بالإضافة ألي الافتقار إلى المراقبة من قبل السلطات أو العقوبات التي هي في الأساس مجرد صفعة على المعصم تساعد في تفاقم المشكلة.

وحتى لو انك لم تكن من مرتكبي جريمة القاء النفايات، فأنت ستدفع الثمن بأكثر من طريقة حيث ان هناك طرق واضحة تتأثر بها، من آفة الجوار إلى الوصمة السلبية التي تأتي معها بالإضافة إلى تلوث النفايات البيئة المحلية وتضع عبئًا ماليًا عليك في بعض الأحيان إذا احتجت إلى التدخل للتنظيف.

والبيئة هي المتضرر الرئيسي من آثار الإغراق الغير قانوني «رمي النفايات» حيث ان هناك مجموعة متنوعة من المخاطر المحتملة على الأرض والحيوانات القريبة ادكر منها:

ثلوث التربة والمياه:

فعندما توجد كمية كبيرة من النفايات في مكان واحد، فهناك خطر على التربة والمياه القريبة على عكس مدافن النفايات الصحية المنظمة التي تعمل على حماية المنطقة المحيطة من الملوثات، فإن مواقع النفايات غير القانونية لا تحتوي على أنظمة مدمجة ومراقبة مستمرة للسلامة البيئية. وفي حالة انها غير خاضعة للرقابة وغير منظمة، يمكن للجريان السطحي من النفايات الخطرة أن يشق طريقه إلى الجداول والأنهار والبحيرات وحتى في مياه الشرب. بالإضافة انه يمكن أن تتسرب المواد الكيميائية إلى التربة وتتسبب في عقم الأرض أو حتى تشجيع انتشار النباتات الغازية المحصنة ضد تأثير المواد الكيميائية ومن الممكن أيضًا أن تدخل المواد الكيميائية الغطاء النباتي الذي يمكن أن يشق طريقه إلى الإمدادات الغذائية وهذا ما يحدث عندتا في بعض مناطق القرم التي تسممت وماتت بسبب تشكل مستنقعات حولها.

تصوير صادق القطري

الاثار على الحياة البرية:

الحيوانات ليست محصنة ضد تأثير إلقاء النفايات غير القانوني فهم يميلون إلى الشعور بالتأثر المباشر. فقد تمرض المخلوقات الصغيرة كالقطط والكلاب الضالة والموجودة بكثرة على طول سواحلنا بعد تناول القمامة وفي حالة وصول الجريان السطحي أو القمامة نفسها إلى مصدر للمياه، فقد تواجه الأسماك نقصًا في إمدادات الأكسجين أو تبتلع جزيئات النفايات فتنفق. كما ان القمامة تميل إلى جذب الحياة البرية التي قد لا تكون موجودة أصلا في تلك المنطقة المعينة مثل البعوض والتي تؤدي ذلك إلى ظهور أمراض جديدة تدخل المنطقة، وتعطل التدفق الطبيعي للنظام البيئي.

زيادة مخاطر الكوارث الطبيعية:

قد تميل القمامة في بعض الأحيان إلى أن تكون قابلة للاشتعال وذلك لأن قطع القمامة المختلفة يمكن أن تختلط، مما قد يؤدي إلى إطلاق غازات قابلة للاحتراق خاصة في أوقات الجو الحار أو يتم العبث بها من قبل بعض الاشخاص وإذا تم ترك هذا الموقع للنفايات الغير قانوني بدون رادع، فإنه يزيد من احتمالات اندلاع حريق عفوي يمكن أن ينمو ويتحول في النهاية إلى حريق كبير.

ومن آثار الإغراق الغير قانوني على المجتمع:

- احتمال زيادة المشكلات الصحية:

تعد الأمراض أحد أكبر المخاطر التي يشكلها إلقاء النفايات غير القانوني على البشر حيث تعتبر المواقع التي توجد بها القمامة أرضًا خصبة للحشرات مثل البعوض والذباب، وأيضًا مرتعا للحيوانات مثل القطط والكلاب والجرذان والتي تحمل أمراضًا معدية تشمل حمى الضنك والحمى الصفراء والتهاب الدماغ والملاريا. وأن العيش في مجتمع به مواقع نفايات مرئية يمكن أن يؤثر أيضًا على الصحة العقلية حيث تتأثر صحتنا العقلية بنظافة البيئة التي نعيش فيها ولأماكن المعروفة بإلقاء النفايات غير القانوني تعتبر ”قذرة“ فلا يشعر الناس بالراحة والأمان من حولها.

- القمامة من مجاري الصرف وقنوات تصريف مياه الأمطار:

تلوث مجارينا المائية ويمكن أن تلوث مياه الشرب لدينا. يؤدي التلوث الناتج عن النفايات أيضًا إلى الإضرار بالحياة النباتية والحيوانية من خلال الإضرار ببيئاتهم الطبيعية. يمكن للنفايات الطبية أن تنشر العدوى والأمراض، كما أن التخلص من النفايات السامة بشكل غير قانوني يشكل تهديدًا لمجتمعاتنا. يمكن أن تحدث بعض الوفيات نتيجة لذلك.


مصدر الصورة: https://www.hometowndumpsterrental.com/

ومن الحلول العملية لكب النفايات الغير القانونية ما يلي:

- وضع لافتات ارشادية في جميع الأماكن التي يتم قيها كب النفايات الغير شرعي مثلا لافتات ”"ممنوع التعدي“ و”ممنوع رمي القاذورات“ و”رمي القاذورات في الأماكن المخصصة“

- إذا كانت اللافتات لا تعمل، ففكر في تثبيت نظام مراقبة بالفيديو وبينما تعمل الكاميرا نفسها كرادع، فإنها ستقدم لك أيضًا أدلة للسلطات للمساعدة في القبض على الجاني وتغريمه لقاء ذلك.

وعلى المجتمع افرادا وجماعات دور لتلاشي هذه الظاهرة التي تشوه سمعة بلدنا وتسبب كوارث بيئية يمكن الاستغناء عنها:

- كن مثالا يحتذى به وقم برمي القمامة في الأماكن المخصصة.

- كن قدوة لأولادك واطفالك وعودهم ان يقوموا بدورهم في تنظيف أماكنهم.

- أكياس القمامة في متناول الجميع فقم بحمل كيسا وقم بتنظيف المكان الذي جلست فيه وشجع افراد عائلتك بالقيام بدورهم وخاصة الأطفال واترك مكانك أكثر نظافة مما كان عليه.

- كن عونا لعمال النظافة الذين قطعوا الاف الاميال للمجيئ إلى بلدك ليجعلوا بلدك نظيفا فانت أحق من ان تساعد في نظافة بلدك وتكون قدوة للأخرين.

- قم بدورك بالتقاط قنينة ماء أو علبة أو كيسا بلاستيكيا أو نفاية من الأماكن العامة أو الممشى وامام مرأى من الجميع ليقتدي بك الجميع ويقومون بنفس العمل.

”القطيف بلد الحضارة والرقي امانة في اعناقنا وزهرة المدائن فحافظوا على نظافتها واجعلوها قدوة بين كل المدن في مملكتنا الحبيبة“