آخر تحديث: 12 / 5 / 2024م - 9:20 ص

رِجَالُ مِن الزَمَن الجَمِيل

جمال حسن المطوع

لقد أتحَفنا الأُستاذ منصور المرهون أبو جواد بِسِيرة وتُراث والِدِه المَرحُوم الحَاج جواد رحمُة الله عليه وهو شَخصِيةً سَيهاتِية وطنية معروفة لها باعُ طويل على مُستوى منطَقة القطيف وحَواضِرِها التي أحتَضَنَت وتحتَضِن الكثير مِن الرُموز الذين أثروا ومازَال بَعضهم له دور فاعل في تَقَدُم وتَطَور هذه المنطقة العزيزة مِن ممْلكتَنا الحَبيبة حفِظها الل?ه مِن كل شر ومكروه.

وهو إرتباط وثِيق الصِلة بين الماضي والحاضر، ولو عُدنا إلى من نحنُ بِصَدَد شخصيته وأبحرنا في تاريخه الأصيل لوجدنا أوسِمة تُشَرِف وتَرفَع بِها الرأس بِسَبب ماحَقَقَه ذلك الرجل الأريَحِي مِن مُهِمات كثيرة وتَقَلُدُهُ عِدة مناصِب حُكُومِية نَهَضَ بِها وأداها على أكمل وجه في ذلك الزَمَن الشَحِيح الذي يَنعَدِم فيه قِلة المَوارِد والإمكانِيات المُتاحَة.

رَجُلُ أبدَعَ وتألَق وتفَنَن في تقدِيم الخَدَمَات إلى مُستَحِقِيها وطَالبِيها، ومَرَّ بِأدوار في تَحَمُل بَعض المَسؤليات الاخرى المُلقَاة على عاتِقِه فقد كان ثالث رئيس لِبَلدية سيهات حتى أنه رُشِّح ليكون رئيسا لِبَلدية القطيف ولكن لِظُروفٍ ما لم يسعِفه الحظ نتَيجة بَعض المشاغِل التي حالت دون ذلك، هذا من جانب ومن جانبٍ آخر إنغَمَسَ هذا الرَجُل النَشِط في أنشِطة أُخرى لها علاقة مُباشرة بِالجُمهور على المُستَوى الرِياضِي والإجتِماعِي، حيثُ كان المَرحُوم أبو منصور منسقا للمحاضرات التوعوية ايام زيارة اية الله العظمى الشيخ محمد طاهر الخاقاني مع الاستاذ المرحوم ابي نبيل المعلم مع رئيس نادي النسر آنذاك، كما كان أولَ رئِيس لِجمعية تعاونية تَخدِم المعوزين والفُقَراء مِن أبناء البلد. قبل ان تنطلق جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية الحالية.

وما هذا إلا غَيضُ مِن فَيض مِن حياة هذا الرَجُل العِصَامِي، ونُضِيفُ على كُلِ ما سَلَفَ ذِكْرُه سُمُوْ أخلاقِه وتَواضِعِه الجَم وإنخِراطِه الدِينِي والمُجْتَمَعِي في تقوية العلاقات معنويةً كانت أو جوهرية.

كانَ المَغفُور له بإذن الل?ه حُسَينِي الهَوى وله بَصَمَاتُ نَيرة في المَواسِم الدينية والمُناسَبات الإحتِفالِية، وقد كُنتُ على تماسٍ معه في حياته، فكان نِعم الرَجُل أدباً وأخلاقاً وإحتراماً وكان رحِمَهُ الله واخلائه وجُلسائِه الأكارم عليهم مِن الل?ه شبائِب رَحمَتِه في تلك الحُقبة مِن الزَمن الجَمِيل خَليةَ نَحل مِن الجُود والعَطَاء والتَنافُس الشريف وهُم جميعاً نُخبُة المُجتَمَع ورُوادُه الذين أعتَمَد عليهِم ذلك الجِيل فِي كُل شَارِدَة ووارِدِة، حيث كُلُ مِنهُم يُكَمِل الأخر محبة ووفاءا واخلاصا.

هؤلاء هُم أبناء القطيف من سابق العهد سَيلُ مِن الإنجَازَات والمَكَاسِب التي تَنبَثِق وتَثمِر هُنا وهُناك ومِنها مَدِينة سيهات التي بَزَغَ نُورها ومَجدِها بِرِجَالِها ونِسَائِها وشبابِها سابِقاً ولاحِقاً.