آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 7:41 م

اللغز

رائدة السبع * صحيفة اليوم

لا أريد أن تكون حياتي طويلة، أريدها عميقة، أن أمر أنا بالأيام، لا أن تمر بي «شمس التبريزي»

هل فكرت يوما في إذا ما كنت تعيش الحياة أم أنك تمر مرور الكرام بها؟

شخصيا وبحكم وظيفتي في أكثر المراكز خطورة وحساسية فيما يتعلق بصحة القلب وعلاجه تعلمت أن الثانية مهمة في حياتنا كمنقذين وكادر طبي يسخر جميع الإمكانيات للحفاظ على روح واحدة.. ولهذا يجدني الأقارب والأصدقاء أكرس جل جهدي في أن أمر أنا بالأيام وادوزنها كما أريد.

كثير من الفلاسفة كانوا يعتقدون بتأجيل الموت عن طريق العيش والمغامرة لكن هذا حتى وإن امتد سينتهي يوما ما.

في الكونفوشية وهي مجموعة من المعتقدات والمبادئ في الفلسفة الصينية كانوا «يعتبرون رؤية الوالدين يشيبان مصدرا للسعادة والفزع في آن واحد. ففي الوقت الذي نسعد فيه بطول رفقتهم لنا في الحياة، لا نفتأ نتذكر أننا مفارقوهم وإن امتدت صحبتهم، وتظل شيبتهم تذكرنا باقتراب حالة من الوحدة لا مثيل لها».

نعم فآباؤنا هم جذورنا البيولوجية والأخلاقية والوجودية لأننا نزهر ونعيش تحت ظلالهم.

لكن يظل الموت لغزا مطلقا وجميعنا عرضة له ويستطيع الحكماء تقبله، الحكمة لا تحمي من الحزن ولا تمنعه لأن ما يدفع إلى الحزن هو الفقد وليس الموت.

إذن! لا توجد صورة للموت يمكن تقبلها سواء كان الشخص مريضا، أو حتى شيخا كبيرا، للموت رهبة وفزع وكثير من الوجل.

رحم الله أرواحا فقدناها وغيبها عنا الموت..

مارك توين كان يقول إن الخوف من الموت انعكاس لتجربة حياة لم يعشها صاحبها بجميع أبعادها.. هل تتفقون معه؟