آخر تحديث: 15 / 5 / 2024م - 4:59 م

What Are Functionalism and Structuralism Theories In Psychology

ما هي نظريتي الوظيفية والبنيوية في علم النفس


وندت، مصدر الصورة https://www.britannica.com

هذا المقال سيكون جزء من سلسة من المقالات استكمالا للمقال السابق ”المدارس الفكرية الكبرى لعلم النفس“ وسأتطرق إلى كل مدرسة فكرية لعلم النفس على حده وبشيء من التفصيل المختصر وفي هذا المقال سأتكلم عن أول مدرستين فكريتين تم تأسيسها في علم النفس وهما المدرسة الوظيفية والبنيوية اّمل ان اوفق في ذلك.

البنيوية والوظيفية هما نهجان ومدرستين فكريان لعلم النفس وهما أيضًا النظريتان النفسيتان الأقدمان اللتان سعتا إلى شرح السلوك البشري بطرق مختلفة ودراسة علم النفس من وجهات نظر مختلفة فظهرت البنيوية أولاً وكانت الوظيفية رد فعل على هذه النظرية.

عندما تم تأسيس علم النفس لأول مرة كعلم منفصل عن الفلسفة، بدأ الجدل حول كيفية شرح السلوك البشري وتحليل العقل ونتيجة لذلك، ظهرت مناهج ووجهات نظر مختلفة فقدمت كل من الوظيفية والبنيوية مساهمات مهمة في تطوير علم النفس الحديث من أجل الحصول على فكرة عن كيفية ظهور مجال علم النفس ووصوله إلى ما هو عليه اليوم، قد يكون من المفيد إلقاء نظرة على هذه المنظورات القديمة وتأثيرها على ما نحن عليه من تطور لهذه المدارس الفكرية وهذا العلم العميق المتشعب، فهناك طرق عديدة لفهم الفكر والسلوك البشري توفر وجهات النظر المختلفة المتوفرة في علم النفس الحديث وأدوات متنوعة للباحثين والطلاب لحل المشكلات والإجابة على الأسئلة كما أنها تعمل كدليل لعلماء النفس أثناء بحثهم عن تفسيرات وتنبؤات جديدة للسلوك البشري والتي نتج عنها تطوير مناهج علاجية جديدة والتي نتج عنها الكثير من الاستكشافات والفهم العميق، كذلك انها تعمل كدليل لعلماء النفس أثناء بحثهم عن التفسيرات والتنبؤات الجديدة للسلوك البشري.

المدرسة الفكرية البنيوية:

ظهرت المدرسة البنيوية كأول مدرسة فكرية في علم النفس والتي أسسها فيلهلم وندت «Wilhelm Wundt» كأول مختبر لعلم النفس التجريبي وذلك لترجمة بعض أفكاره المرتبطة بالمدرسة البنيوية فكانت اول مدرسة ركزت على تفكيك العمليات العقلية إلى أكثر المكونات الأساسية والتي حاول الباحثون فهم هذه العناصر الأساسية للوعي باستخدام طريقة تعرف باسم الاستبطان.

يمكن اعتبار البنيوية أول نظرية رسمية في علم النفس فصلتها عن علم الأحياء والفلسفة إلى تخصصها الخاص وتم وصف علم النفس البنيوي لأول مرة بواسطة إدوارد ب. تيتشنر «Titchener» وهو أحد طلاب فيلهلم وندت Wilhelm Wundt» حيث أنشأ وندت أول مختبر نفسي، لذلك تأثرت أفكار تيتشنر «Titchener بشكل كبير بالعمل المنجز هناك.

كانت البنيوية أو علم النفس البنيوي نهجًا حاول تحليل العقل البشري من خلال إنشاء وحدات أساسية داخليه للعقل البشري والتركيز على هذه الوحدة الأساسية. تمت دراسة العقل من خلال الاستبطان لإثبات الصلة بين التجارب الداخلية المختلفة، مثل المشاعر أو الأحاسيس حيث كانت البنيوية هي النهج الذي أدى إلى إنشاء أول مختبر نفسي وكانت هي الأساس للمحاولات الأولى لدراسة علمية للعقل البشري ومع ذلك، كان هناك خلل في هذه النظرية البنيوية حيث أنها تستند إلى تقنية ذاتية بطبيعتها وهي الاستبطان فكان على المشاركين التركيز على مشاعرهم وأحاسيسهم لإبلاغ المجربين بها، ومع ذلك، فقد استند هذا النهج إلى مقاييس ذاتية فقط، مما حد من دقة هذا النهج.

بعد فترة وجيزة من تقديمها، أصبحت البنيوية موضوع انتقادات كثيرة بسبب افتقارها إلى الموضوعية، لذلك تم إنشاء نظرية أخرى كاستجابة للبنيوية، فبينما ساعد عمل فيلهلم وندت «Wilhelm Wundt» في ترسيخ علم النفس كعلم منفصل وساهم في أساليب علم النفس التجريبي، ساعد تطوير تيتشنر «Titchener» للبنيوية في إنشاء أول ”مدرسة“ لعلم النفس حيث لم تدم البنيوية نفسها طويلاً بعد وفاة تيتشنر حيث تم تحدي هذه النظرية في القرن العشرين وكان هناك جدل حول من يستحق الفضل في إيجاد هذا المجال من علم النفس. لكن من المقبول على نطاق واسع أن فيلهلم وندت «Wilhelm Wundt» أنشأ الأساس الذي توسع عليه تيتشنر «Titchener» حيث تسعى البنيوية كمدرسة لعلم النفس إلى تحليل عقل البالغين «المجموع الكلي للتجربة منذ الولادة حتى الوقت الحاضر» من حيث أبسط المكونات التي يمكن تحديدها ومن ثم معرفة كيف تتلاءم هذه المكونات معًا لتشكيل تجارب أكثر تعقيدًا وكيفية ذلك حيث انها ترتبط بالأحداث المادية وللقيام بذلك، يستخدم علماء النفس الاستبطان، والتقارير الذاتية للأحاسيس، والآراء، والمشاعر، والعواطف.

إدوارد تيتشنر، مصدر الصورة: https://en.yestherapyhelps.com/

نقاط قوة النظرية البنيوية:

• كونها أول مدرسة فكرية رئيسية في علم النفس

• أثرت على تطور علم النفس التجريبي

وفي المقابل الاخر، ظهرت نظريات أخرى أيضًا للتنافس على الهيمنة في علم النفس رداً على البنيوية وظهر منظور أمريكي معروف باسم الوظيفية من مفكرين مثل التطوري تشارلز داروين وويليام جيمس وسعى الوظيفيون لشرح العمليات العقلية بطريقة أكثر منهجية ودقة.

المدرسة الفكرية الوظيفية:

المدرسة الوظيفية هي فلسفة نفسية تصف العقل كأداة وظيفية تسمح لنا بالتكيف مع بيئاتنا حيث يفترض أن حالاتنا العقلية وسلوكياتنا هي آليات للبقاء، بما يتماشى مع أهدافنا البيولوجية المتأصلة ويبدو مثل التطور؟ وذلك لأن الوظيفية، أو علم النفس الوظيفي، ينبع مباشرة من مدرسة داروين للفكر، والتي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر كمقابلة للنظرية البنائية السائدة على عكس البنيوية، التي تحاول ببساطة فهم تجربتنا الذاتية للوعي حيث تهدف الوظيفية إلى إيجاد معنى وهدف فيما نختبره.

”أعظم اكتشاف في جيلي هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته من خلال تغيير مواقفه“

- ويليام جيمس، عالم نفس أمريكي

والوظيفية، نهج لعلم النفس يحلل الحالات والسلوكيات العقلية من حيث أغراضها، مع التركيز على القدرة الواسعة للعقل البشري حيث تمثل الوظيفية خروجًا كبيرًا عن الأفكار ”البنيوية“ التقليدية في علم النفس من القرن التاسع عشر فصاعدًا.

فالبنيوية، مقدمة للوظيفة، التي تدعو إلى اتباع نهج ”استبطاني“ لعلم النفس، مع التركيز على فهم الهياكل الفردية التي يتكون منها وعينا. وعلم النفس التطوري يعتبر فرع من علم النفس والذي يعتبر عملياتنا العقلية وعواطفنا وسلوكياتنا استراتيجيات نستخدمها من أجل التكيف والبقاء في بيئاتنا.

وتعود أصول الوظيفة إلى ويليام جيمس، عالم النفس الأمريكي الشهير في أواخر القرن التاسع عشر حيث تأثر جيمس بشدة بنظرية داروين للتطور، وكان ناقدًا للنهج الهيكلي لعلم النفس الذي سيطر على هذا المجال منذ بدايته. جادل جيمس أنه بدلاً من التركيز على عناصر ”الاستبطان“ المحددة التي تشكل وعينا، يجب أن يأخذ علم النفس في الاعتبار الغرض من الوعي والحالات النفسية والسلوك.

وعلى الرغم من أن جيمس يُنسب إليه كونه أول من دعا إلى نهج وظيفي لعلم النفس، فإن مدرسة الوظيفة نفسها لم تظهر بالكامل حتى وقت لاحق في القرن التاسع عشر، عندما بدأ العلماء في جامعة شيكاغو في إضفاء الطابع الرسمي على النظرية. هنا قام كل من جون ديوي وهارفي أ. كار وجيمس رولاند أنجيل بتطوير نظرية الوظيفية، مع التركيز بشكل خاص على الأبعاد البيولوجية والحيوانية للتعلم والسلوك.

كذلك ظهرت مجموعة أخرى من العاملين في جامعة كولومبيا، وأبرزهم إدوارد ثورندايك. قدم عمل ثورندايك حول نظرية التعزيز وتحليل السلوك الأساس للقوانين التجريبية التي ظهرت في ظل السلوكية في وقت لاحق من القرن العشرين. ومع تطور علم النفس الوظيفي، تطور أيضًا مجال علم النفس التجريبي. كما ابتكر معظم العاملين في أوائل القرن العشرين تقنيات جديدة في التحليلات المعملية والميدانية لسلوك الإنسان والحيوان.

أدت الطريقة التجريبية في علم النفس إلى اختراقات كبيرة في فهمنا للتنظيم الوظيفي لأدمغتنا، حيث يواصل علماء النفس استخدام التجارب للتلاعب ببعض المتغيرات التي قد تفسر سلوكنا.

عندما ظهر منظور باسم الوظيفية من مفكرين مثل التطوري تشارلز داروين وويليام جيمس سعى الوظيفيون لشرح العمليات العقلية بطريقة أكثر منهجية ودقة ومن بين المفكرين الوظيفيين المهمين الآخرين إدوارد ثورندايك، وجون ديوي، وماري ويتون كالكينز، وهارفي كار، وهيرمان إبنغهاوس، وجون أنجيل فبدلاً من التركيز على عناصر الوعي، ركز العاملون على الغرض من الوعي والسلوك حيث أكدت الوظيفية أيضًا على الاختلافات الفردية، والتي كان لها تأثير عميق على التعليم.

ملخص المقال:

”المدرستان الفكريتان كانتا بمثابة الأساس للتطورات المستقبلية لعلم النفس، فكانت هناك اختلافات مهمة بين الاثنتين. ركزت المدرسة البنيوية على تقسيم الأشياء إلى أصغر أجزائها، فحص قدرات أجزاء مختلفة من العقل واستخدام الاستبطان لدراسة المشاعر والأحاسيس، بينما ركزت المدرسة الوظيفية على كيفية عمل الأشياء معًا، دراسة كيفه عمل العقل في بيئات مختلفة واستخدام التقنيات الموضوعية لاستكشاف الذكريات والعواطف“