آخر تحديث: 9 / 5 / 2024م - 11:18 م

الإصابة رقم واحد وعشرون بعد المئة

مصطفى عادل الجشي

يتمتع بائع البطيخ بأصعب المهام في انتقاء الحبة المناسبة بالحجم الذي يرغب إليه الزبون، ثقة صامتة تخيم وسط ”البسطة“ تدفع بالزبون لشراء ما يختاره البائع، الزبون يعتمد على خبرة البائع، والبائع يختبر البضاعة التي بين يديه مستندًا إلى ضربها عدة مرات حتى يتأكد من جاهزيتها للذبح.

تبدأ بعدها قطع العهود والمواثيق وأخذ اليمين من البائع بأن اختياره هو عين الصواب ورأس الحكمة وإغراءه بالكلمات التي تطمئنه وتجعله يشتريها، بينما يقوم المشتري بتصويب النظرات مع عدد من الإيماءات التي تأمن له سلامة البطيخة وصحة كلام البائع، حينها يرمي الزبون عدة كلمات متقاطعة في إيحاء للبائع بأنها لو كانت متضررة سيقوم بإرجعها له فورًا. يظهر البائع استعداده لما يريده المشتري وبذلك تنتهي مسألة المبايعة.

يعود الزبون للبيت رافع الرأس نافخ الصدر كبير العقل حكيم متزن منطقي. تبدأ زوجته بشق البطيخة ويبدأ معها اليقين والشك في مهارة زوجها الذي جاء بهذه البطيخة المليئة بالماء وشكلها المدبب الذي يوحي بلونها الأحمر.

تفتح الزوجة البطيخة لكنها تنصدم!! تنصدم من شدة احمرارها وإفرازاتها للماء، الأمر الذي يكفل لها الطعم اللذيذ الرائع، تقطعها سريعًا لتحصل على ”فلح“ منها، لكنها تتفاجأ بمرارة طعمها وقبح مذاقها وتصرخ عاليًا: زوجي العزيز ما هذا الذي جئتني به؟ أهي بطيخة أم … يقاطعها الرجل وهو مهرول نحوها؛ ليتذوقها على عجل ولكن! طعمها مغايرٌ تمامًا عما تقوله زوجته، فهي لذيذة عذبة ومذاقها رائع جدًا.. يبدأن بالجدال ويرتفع صوتهما، يهلع ابنهما نتيجة ما حدث فيأتيهم مسرعًا. يتركان الحكم لابنهما الذي يبلغ من العمر 10 سنين. يتذوقها ويتحسس طعمها الذي جعلته يأكلها بنهم، تبدأ أمه بالانسحاب شيئًا فشيئًا لعزل نفسها! لا لأنها منحرجة فحسب! بل لأنها متكرونة..