آخر تحديث: 11 / 5 / 2024م - 8:01 م

مصداقية الكلمة

جمال حسن المطوع

كَم نَحنُ اليَوم في أمَس الحَاجَة إلى الشفَافِية والوُضُوح والمِصدَاقِية في نَقل الكَلِمَة الصادقة إلى مُستَمِعِيهَا ومُتلقيها حتَى تأخُذ أثَرهَا ومغزَاهَا فَتَكُون جِسراً مِن الشَك إلى اليَقِين ومِن الاضطراب إلى الثَبَات لِتَأخُذ أبعَادَها المَرجُوة مِنها فَيَتَحَقَق ما كَان مُستَحِيلاً إلى واقِعٍ نَعِيشُه ونَلمِسُه، لأن كُل الأحدَاث والوَقَائِع والأفعَال التِي نشهَدَهَا ونَعِيشهَا فِي حِياتِنا جَاءَت مِن كَلِمَة. فعمل الخير كلمة والسعي إليه كلمة والمعروف كلمة والمنكر كلمة.

ورُبَّ كَلِمَةً تَخلُقُ أملا ورُبَّ كَلِمَةً تَهدِمُ مُجتَمَعَاً وبَينَ هَذَا وذاك يَلزِمُنَا التَرَوِي والتَأني فِيمَا نَتَفَوَه فِيه، فَالكَلِمَة إذاً هِي المِعيَار الحَقِيقِي الذي تُبنَى عَليه الأمُور سَلبَاً وإيجَابَاً وكمَا قِيل الكَلِمَة كَالسِحر مِنهَا تَهدِي شَخص ومِنهَا تَجعَل شَخص يَضِلُ الطَرِيق، وللتدليل على ذلِك أن فِكرَة هَادِفَة ومَشرُوعَاً خَيرِياً كُل بِدايَتِه كَانَ مِن كَلِمَة ذاتَ مَعنَى وبُعدَاً إنسَانِياً طَرحَهَا أحد المُؤمِنِين الخَيريِن، أطلَق عَلى مَشرُوعه الاجتماعي كَلِمَة وهِي - كُفَلاء بَينَهُم - فَبَادَرَ أهلُ الخَير والإحسَان فِي التَجَاوُب والتَفَاعُل مَعهَا مِن ناحِية ومِن ناحية أُخرَى شَدَ الجَمِيع اليَد عَلَى راعيها ومُتَبَنِيهَا.

وهو النَاشِط الدِينِي والاجتماعي السَيد تقي اليُوسف حَفِظَه اللٰه الذي كَثِيراً ما أبدَعَ ويُبدِع فِي أنشِطَتِه المُتَنَوِعَة ناهِيكَ عن بَرامِجِه التطوعية التي يَشهَد لها القَاصِي والدَانِي على مُستَوى مدِينَة سيهات وضواحِيها، قَاصِداً بِهذا كُلُه وجْه اللٰه سبحانَه وتعالى لِنِيل الأجر والثَوَاب، ورضى مجتمعه وبِالفِعل جَاءَت هَذِه البَادِرَة الكَريمَة فِي وقتِها وحِينِها خَاصَةً بَعد تَسَابُق أهلُ الخَير على دعم هَذه الفِكرَة والتَفَاعُل مَعَهَا.

كُلِ هَذه وتِلك جَاءَت مِن كَلِمَة مَدلُولاتَها الإيجَابِية أوضَح مِن أن تُوصَف. لما لها من دور كبير وتفاعل على المستوى الشعبي والريادي. فشكرا وألف شكر وفي ميزان كل من شارك وساهم في إنجاحها لترى النور وهذا هو ثقل الكلمة في أعلى وأجل معانيها.