العلم والممارسة السريرية
Science and Clinical Practice
مرة أخرى، علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك والعمليات العقلية. ولكنه أيضًا تطبيق للبحث العلمي ”لمساعدة الأشخاص والمنظمات والمجتمعات على العمل بشكل أفضل“ «American Psychological Association، 2011». إلى حد بعيد التطبيق الأكثر شيوعًا والأكثر شهرة هو الممارسة السريرية لعلم النفس - تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية والمشاكل ذات الصلة.
دعونا نستخدم مصطلح الممارسة السريرية على نطاق واسع للإشارة إلى أنشطة علماء النفس الإكلينيكيين والمشورة، وعلماء النفس في المدارس، ومعالجي الزواج والأسرة، والأخصائيين الاجتماعيين السريريين المرخصين، وغيرهم ممن يعملون مع الأشخاص بشكل فردي أو في مجموعات صغيرة لتحديد مشاكلهم النفسية وحلها ومن المهم النظر في العلاقة بين البحث العلمي والممارسة السريرية لأن العديد من الطلاب يهتمون بشكل خاص بالممارسة السريرية، وربما حتى كمهنة.
الشكل 1
A man sitting in the fetal position on a couch يمكن تحديد فعالية الأشكال المختلفة من العلاج النفسي - على سبيل المثال، العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب - من خلال البحث العلمي.
النقطة الأساسية هي أن الاضطرابات النفسية والمشكلات السلوكية الأخرى جزء من العالم الطبيعي. هذا يعني أن الأسئلة المتعلقة بطبيعتها وأسبابها وعواقبها قابلة للاختبار تجريبيًا وبالتالي تخضع للدراسة العلمية. كما هو الحال مع الأسئلة الأخرى حول السلوك البشري، لا يمكننا الاعتماد على حدسنا أو الفطرة السليمة للحصول على إجابات مفصلة ودقيقة. ضع في اعتبارك، على سبيل المثال، أن العشرات من الكتب الشعبية وآلاف المواقع الإلكترونية تدعي أن الأطفال البالغين من مدمني الكحول يتمتعون بملف شخصي مميز، بما في ذلك تدني احترام الذات، ومشاعر الضعف، وصعوبات العلاقة الحميمة. على الرغم من أن هذا يبدو معقولًا، فقد أثبت البحث العلمي أن الأطفال البالغين من مدمني الكحول ليسوا أكثر عرضة للإصابة بهذه المشاكل من أي شخص آخر «Lilienfeld et al., 2010». وبالمثل، فإن الأسئلة المتعلقة بما إذا كان علاج نفسي معين ناجحًا هي أسئلة قابلة للاختبار تجريبيًا يمكن الإجابة عنها من خلال البحث العلمي. إذا كان العلاج النفسي الجديد علاجًا فعالًا للاكتئاب، فيجب أن تكشف المراقبة المنهجية أن الأشخاص المكتئبين الذين يتلقون هذا العلاج النفسي يتحسنون أكثر من مجموعة مماثلة من الأشخاص المكتئبين الذين لا يتلقون هذا العلاج النفسي «أو الذين يتلقون بعض العلاج البديل». تسمى العلاجات التي ثبت أنها تعمل بهذه الطريقة العلاجات المدعومة تجريبيًا.
العلاج المدعوم تجريبيًا هو العلاج الذي تمت دراسته علميًا وتبين أنه يؤدي إلى تحسن أكبر من عدم وجود علاج أو دواء وهمي أو بعض العلاجات البديلة. وتشمل هذه العديد من أشكال العلاج النفسي، والتي يمكن أن تكون فعالة مثل العلاجات الدوائية القياسية. من بين أشكال العلاج النفسي ذات الدعم التجريبي القوي ما يلي:
· العلاج السلوكي المعرفي: لعلاج الاكتئاب واضطراب الهلع والشره المرضي واضطراب ما بعد الصدمة.
· علاج التعرض: لاضطراب الكرب التالي للرضح.
· العلاج السلوكي: للاكتئاب.
· علاج الأزواج السلوكي: لإدمان الكحول والمخدرات.
· علاج التعرض مع منع الاستجابة: لاضطراب الوسواس القهري.
· العلاج الأسري: لمرض انفصام الشخصية.
للحصول على قائمة أكثر اكتمالاً، راجع موقع الويب التالي، الذي تحتفظ به القسم 12 من جمعية علم النفس الأمريكية، جمعية علم النفس العيادي:
http://www.psychology.sunysb.edu/eklonsky-/division12 .
جادل الكثير في مجتمع علم النفس الإكلينيكي بأن مجالهم لم يولِ اهتمامًا كافيًا للبحث العلمي - على سبيل المثال، من خلال الفشل في استخدام العلاجات المدعومة تجريبيًا - واقترحوا مجموعة متنوعة من التغييرات في طريقة تدريب الأطباء وتقييم العلاجات ووضعها.
يعتقد البعض الآخر أن هذه الادعاءات مبالغ فيها وأن التغييرات المقترحة غير ضرورية «Norcross, Beutler, & Levant, 2005». ومع ذلك، هناك اتفاق على جانبي النقاش على أن النهج العلمي لعلم النفس الإكلينيكي ضروري إذا كان الهدف هو تشخيص المشكلات النفسية وعلاجها بناءً على المعرفة التفصيلية والدقيقة حول تلك المشكلات والعلاجات الأكثر فعالية لها. لذلك ليس من المهم فقط أن يستمر البحث العلمي في علم النفس الإكلينيكي، ولكن من المهم أيضًا للأطباء الذين لم يجروا أبدًا دراسة علمية بأنفسهم أن يكونوا متعلمين علميًا حتى يتمكنوا من قراءة وتقييم الأبحاث الجديدة واتخاذ قرارات العلاج بناءً على الأفضل ادلة متاحة.
تعتبر الممارسة السريرية لعلم النفس - تشخيص المشكلات النفسية وعلاجها - أحد التطبيقات الهامة للانضباط العلمي لعلم النفس ويعتبر البحث العلمي وثيق الصلة بالممارسة السريرية لأنه يوفر معرفة مفصلة ودقيقة حول المشكلات النفسية ويحدد ما إذا كانت العلاجات فعالة أم لا.
