آخر تحديث: 11 / 5 / 2024م - 2:05 م

عِندما يَجتمع التَعفُف والعطاء في آنٍ مَعاً...

جمال حسن المطوع

فِعلاً المَواقِف هي التي تَخلُق الرِجال وتبرز معادِنُهم وأصالَتهُم ومَدى تَعلقُهم بالسُلوك الإيجابي من جانب ومِن جانبٍ آخر الارتباط بِالقِيم والمبادِئ الدِينِية وعِزة النَفس فيما يمر عليهم من أحداث يتَطَلب التَعامُل معهَا بِأريَحِية ورُوح شَفافة في التَعاطي الشَخصي والبُعد الاجتماعي.

مَا نَحنُ بِصَدَدِه وحَيثِياتِه ما تَم تَدَاوله في الآونة الأخيرة من مقطع فيديو وما نَقلَته قَنوات التَواصل الاجتماعي على لِسان أحد المُتحَدِثِين عن واقِعة حَصلَت، تَمَ إثارَتهَا والإشارة إليها

ونَحنُ على مائِدة الإفطَار في هذا الشَهر الفَضِيل الذي تَكثُر فيه الصَدقات والمَُعونات إلى أهل العَوز والحَاجة مِن المُتعَفِفِين الذين يَغلُبُهُم الحَياء عَن مَد أيادِيهم إلى النَاس، فَدعُونا نَحكِي قِصَة رَجل مُتعَفِف ذهب لِشِراء دَجاجَة مَشوية مِن أحد المَطاعِم لإطعام أهل بَيتِه ولكن المَبلغ الذي في جَيبِه لا يغطي ثَمن الدَجاجَة الواحِدة فطَلب أصغر دَجاجة حَجماً وأقلهَا سِعراً حتى يتمَكَن مِن سداد ثَمنهَا، فلاحَظ صاحِب المطعم أن الرَجُل المُتعَفِف لا يملك المال الكافِي للشراء، فَتَظَاهَر في حِينِه صاحِب المَطعَم أنه تَلقَى اتصالا مِن أحدٍ مَا، فأخذَ يَقُول والمُتعَفِف يَسمَعُه وهو يُتَمتِم بِكَلِمَات يقول فيها بَارَك اللٰه فيك وشُكراً على التَهنِئَة وطَابَ يَومُك.

بعدها أغلقَ الهَاتِف ثُم تَوجَهَ إلى المُتعَفِف قائِلاً له أن وجهَك اليوم جَمِيلُ علينا فقد رُزِقتُ بِمولود، فَخُذ هذه الدَجاجة هَدِية مِنِي، واقِعاً لم يَكُن هُناك مَولُود ولكِنها الإنسَانِية تَجَلَت في أعلى مَقَاصِدها السَامِية وقد تلاقَحَت العَفَافَة والرَحمَة الإنسانِية في قالبٍ مِثالي رَفِيع، فما أحوجنا أن نَقِف ونَدعَم هذه النَوعِيات من البَشر وأن يكُون لنا الدَافِع في حَث المُؤمِنِين المُقتَدِرين في كُل آنٍ وحِين على التَواصِي بِإخوانِهِم المُتعَفِفِين وأن لا يقتصر دَعمِهِم على وقتٍ دون آخر، فبَابُ المَعرُوف والعَطَاء مفتُوح على مِصراعَيه متى ما وُجِدَت الرَغبَة والعَزِيمَة، فيا حبذا لو كان هُناك برنامَج تَتبَناه عُليَة القَوم مِن وُجُهَاء المُجتَمع أو إسنَادِه إلى جمعِية كَجمعِية سَيهَات الاجتماعية والتي لها دَور فاعِل ومشهُود على هذا الصَعِيد وما أجمل أن تَتَوحَد الجُهُود لِلدَعم والمُسانَدَة في إحياء ه‍ذه النَوعِية مِن المشَارِيع الخَيرِية الواعِدة... واللٰه مِن وراء القصد.