آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 7:30 م

متى وأين أبدأ؟

محمد يوسف آل مال الله *

لكل أمر بداية ونهاية مرتبطتا بالزمان والمكان وعلى المرء أن يبدأ حيث كان دون أن ينظر إلى الظروف المحيطة به على أنّها عوائق وموانع، بل محفزات سواء كانت إيجابية أو سلبية، فتطوير الذات ليس محددًا بعمر أو مقيّدًا بزمان أو مكان أو ظرف.

تطوير الذات يعني إضافة مهارة جديدة لذاتك أو تعديل مهارة تمتلكها أو حذفها لعدم جدواها وفي كل الحالات يحتاج المرء إلى اتخاذ قرار حاسم في بدء العمل على ذلك.

اتخاذ القرار ليس أمرًا سهلًا، بل يتطلب مهارات عدة منها الثقة بالنفس والقدرة على التحليل وأخذ الخطوات الازمة لاتخاذ القرار المناسب ومنها؛

- تحديد المشكلة، أو التحدي أو الفرصة المتاحة.

- وضع قائمة بجميع الحلول الممكنة.

- تقييم تكاليف وإيجابيات وسلبيات كلّ خيار من الخيارات المطروحة.

- اختيار حلّ واحد أو إجابة مناسبة من بين الحلول المقترحة.

- تقييم أثر القرار المتخذ وإجراء أي تعديلات أو تغييرات ضرورية.

كما أنّ الثقة بالنفس بحاجة إلى استدامة بدوام العمل مع الانتباه إلى إمكانية حدوث أمور غير متوقعة، فالثقة بالنفس لا تعني الاتكال على مهاراتك والنظر إلى ذاتك فحسب دون الأخذ بعين الاعتبار العوامل الخارجية التي هي خارج إرادتك وسيطرتك.

قد تواجهك أمور لا تقدر على تغييرها أو العمل من خلالها ولكن بمقدورك تجاوزها أو تغافلها وذلك بعدم الاهتمام بها والعمل على تغيير اتجاه بوصلتك أو الانحراف بزاوية حتى وإن كانت صغيرة في المقدار، فهي تكبر كلّما ابتعدت عن مركز الأمر المعيق مما يفتح لك أبوابًا أخرى جديدة تستطيع مواصلة العمل عبرها. يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ يوسف «67».

وهنا لابد أن نلتفت إلى أنّ هذا العمل سوف ينتج عنه العديد من المشاريع الصغيرة والتي يمكن أن توضع في قالب واحد لتصبح مشروعًا ضخمًا.

كما أنّ هناك عنصرين مهمّان في تحقيق أي مشروع، كبيرًا كان أو صغيرًا، وهما الصبر والمرونة، فبالصبر يتولد الثبات والاستمرارية في العمل لقوله سبحانه وتعالى: ”قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ“ الزمر «10».

وكذلك فإنّ المرونة تلعب دورًا هامًّا في تحقيق الأهداف حيث تعطي الإنسان القوة الدافعة إذا ما تزامنت مع الصبر وخصوصًا في المواقف التي تحتاج إلى اتخاذ قرارت هامّة وليس ثمة قرار أفضل من تطوير الذات والعمل على تحسين مهاراتك وسلوكياتك.