آخر تحديث: 12 / 5 / 2024م - 1:43 ص

سيداتي رَبَّات البِيوت شُكراً جَزيلاً لْكُنْ

جمال حسن المطوع

وها قد رحَل عنا الشَهر الكَريم بعد أن مَّنَ الله علينا صِيامه وقِيامه وتِلاوة قُرآنه وكانت لياليه وأيامه تُشعِرنا بِعُمق الترابط الرُوحي والإيماني وهي نَفحَات رَّبانية تَدَفَقت علينا بِسيلٍ مُنهَمر مِن البركَات والرَحمات التي أشعلت فينا جَذوة الحُب الإلهي في أبهى صُورِه وأجَجَت العاطِفة في قوة الإلتصاق بالدين الحنيف ورسولِه الأمين وعِترَتِه المَيامين صلوات الله عليهم اجمعين.

الذي كان مَنهَجهم وسيرتهم العَطِرة تَحث على الإحسان والشُكر والإمتنان لمن لَّهُم أيادي بَيضاء في خدمة المُؤمنين وتهيئَة الأجواء في صِيامٍ هادِئ بِجوٍ إيماني بَعيداً عن كُل المُنَغصات التي تَخلخل في قُبول الصَوم، وكان وراء كل هذا نِصف المُجتمَع هُن رَبَات البِيوت الاتي قُمنَ بِدَورٍ فَعَال وحيوي حيث أخذن على عاتِقِهِن مسؤوليات جِسام في شؤون الأسرة بِصدرٍ رَحِب، فَبِالإضافة إلى أعبائِهن المَنزلية الأخرى وإعداد أشهى الأطباق التي تُناسِب الشَهر الكريم، كُنَ على الجانِب الآخر يُهيئَن ويحَثُّن أولادُهن على الإلتزام والتَشجِيع على قِراءَة القُرآن الكريم والأدعية الرَمضَانِية التي تُقرِبُهُم مِن رِضا الله ونَيل مَغفِرَتِه ورِضوَانِه.

كُنَّ وأزواجُهُن يداً بيد في إستغلال شَهر رمضان قولاً وفِعلاً في إقامة العِبادَات الربانية التي تُقرِبَهُم إلى الله زلفى، فَينطَبِق عليهُن ما نُقِل عن النَبِي مُحمد ﷺ حينما قال: مِهنَةُ إحداكُن في بيتِها تدرِك عَمل المُجاهِدين في سبيل الله.

وهذا هو حُسن التَبعُل المُراد والمنشود، هكذا سيداتي أنتُن منبع البذل وروح العطاء تماما كالدوحة التي لا تبخل بظلها وثمارها على محبيها وقاصديها بكل معنَى الكَلمة... فَلَكُّنَّ كامِل الأجر وجَزيل الثَواب على مُسَاهَمَاتَكُن القَيمَة والمَلمُوسة التي هي تاج على رؤوس الجَميع بل نِبراس لا ينكره ناكِر.