آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:02 م

البيت الثاني!

الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري * صحيفة الرياض

ما الذي يحضر في وجدانك عندما ترى أو تقرأ كتاباً؟ هل الكتاب بالنسبة لك مثل سؤال مفتوح على التأويل! العاشق للقراءة غالباً ما يستجيب لأسئلة الكون فيجدها في الكتب، بمعنى التوحد بين المشاعر والكتاب بين الأزمنة جميعها، هذا التنوع يزرع داخل نفس القارئ الشغوف حدائق من معرفة ومتعة، فالقراءة تشبه الينبوع المسكوب والشمس المشرقة مما يجعلك تستبصر الفكرة عبر الفكرة حتى ينفتح الذهن على النصوص المشحونة بمعانٍ مختلفة، وهذا يعمق الرؤيا التي يسعى لها القارئ. ولكن كيف نجعل القراءة فعلاً يومياً محبباً للجميع حيث المصادر مفتوحة في كل مكان، كيف نعزز من أهمية القراءة ونوسع حيز وجودها في حياتنا، وكيف نجعل من المكتبات العامة مكاناً يحبه الجميع؟ هذا الفعل الثقافي يتطلب منظومات حكومية وأهلية تشترك بهدف ورؤية ورسالة لتمكين جميع أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم للوصول للكتاب بسهولة والاستمتاع به، والواقع أن هذا دور المكتبات العامة حيث تعتبر عنصراً مهماً في بناء قيم وثقافات وفكر المجتمعات، فهي تقوم بدور مهم في تكوين فكر المجتمع وتطوير ثقافته، وتعمل على نشر الوعي العلمي والثقافي، ويقاس تقدم الأمم وتحضرها بكثرة مكتباتها العامة وتوفيرها في كل بقعة جغرافية من البلد، ومفهوم المكتبات العامة يقوم على عدة مبادئ أساسية، فالمكتبة العامة تقدم خدماتها لجميع فئات المجتمع، وجميع الأعمار، وكذلك لجميع المستويات الثقافية والتعليمية، وتقدم خدمة مجانية، كذلك ترتبط المكتبة العامة بالمجتمع الذي تتواجد به لذلك كان لابد أن تحتوي على كل أنواع العلوم ومختلف فروع المعرفة، وهي مكان اختياري لا يجبر عليه أحد ولكن يمكن التعود عليه من الصغر. وتواجد المكتبات العامة ضرورة وليس ترفاً، ففي أمريكا تعد المكتبات العامة جزء لا يتجزأ من النظام البيئي الداعم للقراءة.

ووفقاً لجمعية المكتبات الأمريكية، هناك أكثر من 16,000 من المكتبات العامة في جميع أنحاء الولايات المتحدة و58 ٪ من البالغين في هذا البلد لديهم بطاقات مكتبة عامة، ومن أهداف المكتبة العامة، التثقيف، التعليم، الترفيه، النشر، وتنمية الهوايات والعلاقات الاجتماعية، فهي تسمو بالمستوى الفني والجمالي والذوقي لأفراد المجتمع من خلال المعارض والمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية ويساعد هذا أيضاً على توطيد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، فهي أحد ملهمات التفكير الإبداعي، وهي الرفيق الصامت والآمن الذي يصحبنا في طرقات الحياة المعوجّة.