آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 7:41 م

الدجاجة التي تبيض ذهبا

رائدة السبع * صحيفة اليوم

في طريقي للمنزل بعد مناوبة هادئة قررت يومها أن أستعرض مهاراتي في الطبخ، توجهت للتبضع وبينما أنا متسمرة أمام ثلاجة السوبر ماركت الممتدة وقعت يدي على حليب لإحدى الشركات الوطنية، وبهدوء وضعته في السلة وسط نظرات مريبة من المتبضعين وتمتمات لم أسمع منها إلا كلمة «مقاطعة» شعرت بأنني متوجهة للإدلاء بأقوالي حول قضية فساد بدلا من التوجه إلى صندوق المحاسبة.

هل قال مقاطعة؟ وبما أنني من محبي تحليل الكلمات ومعرفة أصلها وتاريخها توجهت لصديقي العم «جوجل» لعلي أجد ضالتي،

boycott دخلت الكلمة خلال حرب الأرض الإيرلندية واشتقت من اسم الكابتن تشارلز بويكات وهو وكيل أرض المالك الغائب اللورد ايرن.

حيث تعرض بويكات للنبذ الاجتماعي المنظم من رابطة الأراضي الوطنية الإيرلندية عام 1880، حين كانت المحاصيل قليلة تلك السنة وطالب المستأجرون بتخفيض تم رفضه من اللورد فحاول وكيله بويكات طرد أحد عشر مستأجرا من أرضه، وتمت مقاطعته حيث وجد نفسه معزولا. توقف عماله عن العمل في الحقول والإسطبلات وعن العمل في منزله، توقف رجال الأعمال المحليون عن التجارة معه ورفض ساعي البريد المحلي تسليم بريده.

وخلال الأسابيع الفائتة شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حملات مقاطعة المقاهي تارة وللدجاج والبيض تارة أخرى، أتساءل هل نجحت حملات المقاطعة سابقا حين ارتفعت أسعار المشروبات الغازية؟ مازال المشروب الغازي متصدر قوائم الشراء.

شخصيا لست ضد حملات المقاطعة إن كانت مثمرة، وإن كانت حلا أخيرا، أما الدور الرئيسي فتقوم به الوزرات المعنية وإيجاد الحلول إما بدعم المنتجات أو بمراقبة الأسعار حماية للمستهلك.

أخيرا سأقول ما يكرره أصدقاؤنا الإيطاليون للتجار الأعزاء احذروا فقد تختنقون يوما، كم وكم من اللقمات الكبيرة أدت إلى الاختناق..

دامت مطابخكم مليئة بأطباق الشكشوكة