آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:07 م

الملحدون المثقفون: اقرءوا القرآن ثم دعاء الحسين يوم عرفة!

هذه النَّصيحة المخلصة موجهة لشريحةٍ جميلة من الشبَّان والشابَّات، الملحدين المثقفين، وهم كثر، يقرأون ويفكرون، وبناءً على هذه الثَّقافة وصلوا إلى محطة الإلحاد، أو لا دين! أما ذلك الذي ألحد وأنكر وجود خالق من أجل التَّفاهة والتحرر، غير مجدٍ الحديث معه!

القرآن هو رسالة إليكم من الله يعرض عليكم فيه النقاشَ العقلانيّ، اقرأوا هذه الرسالة - القرآن - بأناة وبينوا ما فيه من تناقض، لغويّ، علميّ، ثقافيّ، وأيَّ ناحية ترون أن فيها نقص أو تناقض في هذا الكتاب. افترضوا أننا أقل ثقافةً وذكاء، وأنتم على حقّ، دلونا وشاركونا ما تجدون فيه من تناقض علميّ، اقتصاديّ، أو قصصي. ذلك الكتاب بكل ثقة، ومن قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة يطالب بالتدبر فيه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا . إذا ارتبتم من حقيقة وجود الله تحققوا بأنفسكم من رسالته - القرآن - وسوف تعرفون أنه وحي من ربٍّ خالقٍ قادر، ولو لم يكن كذلك سوف تكتشفون اختلافًا كثيرًا، وهذا يدعم رأيكم. أما إذا تحقق لديكم عدم وجود اختلاف - واحد - فعليكم أن تُذعنوا أنه وحيٌ من الله تعالى وأن للكونِ خالق، يرسل الرسل ويتواصل معهم!

ولأنَّكم مثقفون وتقرأون! بعد قراءة القرآن بعناية وتسجيل الملاحظات والتناقض اقرأوا دعاء الإمام الحسين «عليه السَّلام» في يوم عرفة، تجدونه مكتوبًا ومقروءًا في مواقع كثيرة من الشبكة العنكبوتيّة. انظروا فيما يطرح الدعاء من دروس في التوحيد وعظمة الخالق، وضرورة أن يكونَ للكون صانع! ومرَّة أخرى قولوا أين أخطأ، مع أن الدعاء ليس من كلام الله!

هذا عصر العلم والنقاش العلميّ، فمن يستطع أن يدلي بدلوه فليفعل! القرآن لا يتحدى، بل يطلب بكل رقيّ «قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»! «فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ»! اجتمعوا، عشرة، عشرون، أكثر أو أقل، من الفطاحلة في مختلف التخصصات وبينوا أن هذا الكتاب ليس من عند الله، بل من عند غيره وأن ليس هناك إله يرسل رسل! خذوا من الوقت ما شئتم، أيامًا أو أسابيعًا أو سنوات!

أعتقد أنَّ الملحد والإلحاد يقوم على العناد والمراء، فهذا صاحبي من إحدى الدول الكبيرة - والمتقدمة نسبيًّا - يحكي لي الكثير عن المعتقدات التي تشبه الخرافة، إن لم تكن خرافة، وأصحاب هذه المعتقدات غير مستعدون للتخلي عنها، مع أنَّ منهم مفكرون دروسونا في الجامعات، وكانوا على درجة من العلم والثقافة!

مستشار أعلى هندسة بترول