آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 7:29 م

إنجاب الأطفال بين دزِّينة وصفر!

كانت النساء في الماضي ينجبنَ عشرةَ بطونٍ أو أكثر، وحقًّا لم يكن هذا سهلًا في أيّ وقتٍ من الأوقات أو زمنٍ من الأزمان إنجاب عشرة أطفال! بدأت المجتمعات تتطور وتتبدل أولوياتها، وبالتالي نشأت فكرةُ الأسرةِ الصغيرة، زوج وزوجة وطفلين أو ثلاثة. الآن في الغرب وفي دولٍ أخرى هناك ما يعرف باسم childfree وهي حركة نسائيَّة عنوانها: لا لإنجاب أطفالٍ طواعية.

تتنوع الأسباب بين ما هو واقعيّ وبين: عالمنا لا يحتاج عددًا أكثر من البشر، لا أرغب في الإنجاب، الحمل يخرب جسمي، سعادتي أهمّ، ما جئتُ للدنيا من أجل إنجاب أطفال، عندي أحلام وطموحات ومستقبل عمل، كل شيء في مكلف، وأعذار أخرى متنوعة!

من غير المستبعد أن يكون في مجتمعاتنا من النِّساء من لديهنّ الرغبة في عدم الإنجاب، ومع أن هذا الأمر خاصّ والمرأة لا تجبر على إنجاب الأطفال بأي حال، لكن ألا تحرم المرأةُ نفسها في هذه الحالة من متعة الولد، وتحرم المجتمع من أولادٍ وبنات، يكون فيهم الامتداد الطبيعيّ لمجتمع راقٍ ومتقدم!

الأمهات مصانع فاخرة تنتج بضائع ثمينة، عماد الحياة والمستقبل، فإذا اكتفت المرأةُ بالوظيفة واستغنت عن الولد، فماذا عن المستقبل؟ أليست الودود الولود خير النِّساء؟ لا عشرة بطون أو أكثر مثل الايام الخوالي، حيث جزمًا ثقافة إنجاب عشرة أطفال ذهبت ولن تعود، ولا دون ولد البتَّة!

كم وكيف هو العمر دون زينة الحياةِ الدنيا؟ أربعون، خمسون سنة؟ ألا يكون صحراء حارقة؟ نقل صاحبُ كتاب المستطرف في كلّ فنّ مستظرف أنه كانت إعرابيَّة ترقص ولدها وتقول:

يا حبَّذا ريح الولد... ريح الخزامى في البلد

أهكذَا كل ولد... أم لم يلد مثلي أحد

وكان أعرابيّ يرقص ولده ويقول: أحبه حبَّ الشحيحِ ماله … قد ذاق طعمَ الفقرِ ثم ناله … إذا أرادَ بذله بدا له

ومن العجيب أن الدراسات العلميَّة الحديثة تؤكد المثل الشعبيّ الذي يقول: ”ما أعزّ من الولد إلا ولد الولد“. وخلاصة التجارب أنه عند نظر الجدات إلى صور أحفادهنّ، تنشط المناطق المرتبطة بالتَعاطف الوجدانيّ في أدمغتهنّ. في المقابل، عند النظر إلى صور أبنائهن، يلاحظ نشاط في مناطق التعاطف المعرفي، أو العقلي فقط. ما يؤكد أن الجدَّات مرتبطات عاطفيًّا بأحفادهنّ أكثر من ارتباطهنّ بأبنائهنّ وبناتهنّ!

يذكر التاريخ أجمل الحكايات عن حبّ النبي محمد «صلى الله عليهِ وآله» سبطيه الحسن والحسين «عليهما السَّلام» في صغرهما، وكيف كان يحملهما ويلاعبهمَا، ولأنها كثيرة، أترك للقارئ الكريم التنزه في صفحات الكتب والاستمتاع ببعضها!

مستشار أعلى هندسة بترول