آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 9:36 ص

تراكم الخبرات.. وماذا بعد..؟

الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري * صحيفة الرياض

”الخبرة هي الاسم الذي يصف به كل شخص أخطاءه“ أوسكار وايلد.

كل المعارف والمهارات التي تمر بنا ويكتسبها الفرد من خلال قيامه بمهمة ما، أو رؤية شيء معين، والذي يؤثر على كيفية إحساسه وشعوره ونظرته وحكمه على الأمور، فنحن جميعاً في سفينة واحدة وأي خلل في أي جزء منها سوف يؤدي إلى إغراقنا جميعاً، لذلك نحن نحتاج لصوت الصدق الداخلي، ونحتاج أن نتفقد ضميرنا وضمير الواقع ومحاولة تقبل أنفسنا والتفاهم مع الآخر، وأن نكون متوازنين في الطرح والحوار، والاستثمار في كل ما يمر بنا، والاستفادة من كل شيء حولنا، ليثرينا ويصحح نظرتنا تجاه الحياة، ومن أجل ذلك كان لزاماً علينا أن نستفيد من كل ما يمر بنا سواء كانت أحداثاً إيجابية أو سلبية، حيث يقول هارولد جينين: ”في عالم الأعمال يتم دفع الأجور على صورتين: المال والخبرة، خذ الخبرة الآن وسوف يأتيك المال لاحقاً“. إلا أنني أتساءل عن الخبرة في المشاعر، فبالنسبة لي الأمان الأنثوي الذي أتمتع به يجعلني أخاف أحياناً من المغامرة بمشاعري، فمدى تأثرنا كبشر بما يحيط بنا منبعه العقل اللاواعي الذي تراكمت فيه التجارب والخبرات المختلطة على حد سواء، ورسائلنا الداخلية تظهر كمحفز لتعكس ما نحن عليه، وعندما نحاول دمج أنفسنا مع المحيط بنا نفشل في الوصول لنقطة الالتقاء مع واقعنا، فقد تعودنا أن لا نعترف بما ينقصنا لأننا نتجاهل ذاتنا فنجهلها، فالتعرف على الذات هو المستوى البدائي من المعرفة الإنسانية، فلا يوجد شيء سوانا يجعلنا ضعفاء أو أقوياء، لا يوجد شيء لا يستأذننا، أن نعترف بمشاعرنا معناها أننا نفهم أنفسنا، ونبتعد عما يؤذيها، ونستبدل المشاعر البدائية بما هو أذكى، والإنسان مجبول على تقدير الذات ومحاولة كسب تقدير الآخر، فما بالك بتقدير ذاته، فلا ينبغي أن نفشل ونخسر حتى ندرك أهمية ما لدينا، فكل شيء في هذه الحياة تزداد شدته بمقدار تحملنا له، وبعض المشاعر - كالفقد مثلاً - غالباً ما تمهد غيابها الطويل، فنتحسس ذاتنا المسروقة ونبحث عنها بين طيات الوعي والحقيقة والألم، لذلك يجب أن يتعامل كل منا مع ذاته ومشاعره أياً كانت بكل صدق وبكل شفافية واحترام، فتقييمك لذاتك سينعكس على كل شيء حولك، وخبراتنا العاطفية يجب أن نستفيد منها حتى لو كانت سلبية وحفرت بداخلنا أخدوداً من الألم، وعدم جعلها عائقاً نفسياً لعبورنا نحو ما نريد، ولكن أغرب ما مر علي سؤال إحدى الصديقات لي: ماذا أفعل بالخبرات المتراكمة وحد المرونة في قلبي مقطوع؟