آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 7:41 م

لا ديمقراطية لأسباب ديمقراطية

رائدة السبع * صحيفة اليوم

في مشهد مثير أمام صندوق الدفع في أحد المتاجر يقف الطفل محملا بخمسة أنواع من الحلوى بينما يقوم والد الطفل بالمحاسبة وبشكل آلي وغير لائق يسحب الحلوى ويضعها جانبا ليكمل عملية الشراء متجاهلا مشاعر الطفل. انتهى المشهد وسط وجوم الطفل والمحاسب ومحدثتكم.

يقال إن الديمقراطية تبدأ من المنزل بخمسة كلمات وهي: أحبك، تستطيع، نعم، انتبه، أقدر.

بداية بالحب والتفاهم ستكون الأمور على ما يرام ونعم أنت تستطيع بالتحفيز والتشجيع يا صغيري، ولكن انتبه فهناك قواعد وانضباط يجب عليك اتباعها وأخيرا أنا أقدر ما تقوم به من عمل جيد..

السؤال هل تنجح الديمقراطية دائما؟

سأذهب بكم إلى أثينا القديمة تلك الحضارة التي أنجبت الديمقراطية حتى أصبح البارثينون ممثلا للقيم الديمقراطية حيث يقوم قادة العالم الديمقراطيون عادة بالتصوير هناك، ولكن لا تتفاجأ عزيزي القارئ إذا اكتشفت أن أحد الإنجازات العظيمة لليونان وهي الفلسفة كانت في غاية الارتياب من أختها الديمقراطية، سقراط الأب المؤسس للفلسفة اليونانية يصور في حوارات أفلاطون أنه متشائم حول جميع الأمور المتعلقة بالديمقراطية ففي الجزء السادس من «جمهورية أفلاطون» يقوم أفلاطون بوصف سقراط وهو في حوار مع شخصية سماها «أديمنتوس» ويحاول جعله يرى عيوب الديمقراطية بتشبيه المجتمع بالسفينة، لو كنت ذاهبا في رحلة بحرية يسأل سقراط من تريد أن يقرر من الشخص المسؤول عن السفينة؟ أيشخص أم خبير في أحكام ومتطلبات البحارة؟ قال «أديمنتوس» بالطبع سأختار الأخير، فأجاب سقراط ب: لماذا إذن نستمر بالاعتقاد أن أي عجوز سيكون مناسبا لاختيار من ينبغي له أن يكون حاكما للبلاد؟

فكرة سقراط أن التصويت في الانتخابات مثلا يتطلب مهارة وليس حدسا عشوائيا ويجب أن يتم تعليم وتدريس تلك المهارة بشكل منهجي للناس لذلك فإن السماح للمواطنين بالتصويت دون تعليم عمل غير مسؤول بقدر جعلهم مسؤولين عن الإبحار بسفينة دون خبراء وسط عاصفة.

أما البريطاني جون آر برادلي فيصرح بأن: الديمقراطية المثالية لا وجود لها على أرض الواقع في أي مكان، ولن يكون لها وجود مطلقا؟

هل تتفق معه؟