آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:36 ص

أعيدوا مدارس حراض مكة

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

«فضلًا لا أمرًا، نود منك نحن أهالي قرى حراض والشاطئ والحفير وحاذة والعين والخشيناء وبدالة - شرق مكة المكرمة - الكتابة عن قضيتنا التي سببت لنا الكثير من المعاناة». سكان 7 قرى تابعة لمنطقة مكة المكرمة يطالبون وزارة التعليم بإعادة النظر في قرار إغلاق مدرسة حراض للبنات، وهو مجمع للروضة والابتدائي والمتوسطة. سبب الإغلاق حسب رأي تعليم مكة، وقلة عدد الطالبات، فجاء ضمهن إلى مدرسة القوبعية الابتدائية، علمًا أن مبنى القوبعية ضيق، عكس مدرسة حراض المهيأة أكثر وفيها كثير من التجهيزات، والفرق بين طالبات القريتين 3 طالبات فقط، أي أن طالبات مدرسة حراض حوالي 78 والقوبعية 75 طالبة، وحسب الأنظمة، المدرسة تغلق إذا كان عدد الطالبات 50 أو أقل، مع العلم أن العدد لا يشمل طالبات الروضة. سأنقل بعضًا من رسائل أولياء الأمور:

1 - «يبدو أن القرار فيه عشوائية وغير مناسب لا بد من دراسة المواقع وحجم المدارس قبل ضمها وقبل تزاحم وتكدس البنات في مدرسة القوبعية الوزارة شتت الطالبات وأهاليهم حيث المدرسة الجديدة طاقتها الاستيعابية لا تتحمل العدد، القرار كان مفاجئًا».

2 - «الطريق المؤدي إلى مدرسة القوبعية تكثر فيه الحوادث المرورية وفيه شاحنات وهو خط واحد وبه أعمال تكسير الجبال لأجل توسعته، فهو خطر جدا المرور فيه خاصة بالنسبة للطالبات والعام الماضي حرموا الأهالي من مدرسة البنين وهذا العام مدرسة البنات والله المستعان، وبعض الطالبات سكنهم حول المدرسة ولا يوجد لديهن مواصلات للذهاب لقرية القوبعية».

3 - «لا أعلم لماذا تقفلت مدرسة تخدم سبع قرى حولها أكثر من 100 طالبة تدرس فيها من روضة ابتدائي ومتوسط مدرسة مبناها جديد وواسع كبير ومهيأة من كل النواحي، أنا أتكلم وفيني غصة كيف كل يوم انتظرهم من خط كله شاحنات».

السؤال المطروح: «لماذا يشعر أولياء الأمور بأن رأيهم في تعليم أبنائهم وبناتهم غير مهم؟ وأن ليس لديه الحق في المشاركة في صناعة القرار الذي يرتبط بهم بشكل مباشر؟ وهم جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، نعم إدارة التعليم لديها المقدرة على اتخاذ القرار السليم الذي فيه المصلحة العامة لطلابها وطالباتها وللمجتمع، ولكن ذلك لا يعني غياب المجتمعات عن المشاركة في القرار خاصة عندما يكون الحديث عن التعليم في القرى والمناطق النائية».

أخيرًا أقول: الاستماع لأولياء الأمور في قرارات مصيرية تتعلق بهم بشكل مباشرة، أمر مهم ومطلوب، خاصة أن بعض من أهالي القرى السبعة لا يستطيعون الذهاب للمدرسة الجديدة بسبب خوفهم على بناتهم وأطفالهم وهم في حالة توجس وقلق وخوف، حيث إن كل ذلك سينعكس على مستقبلهم التعليمي. من المهم إعادة فتح مدارس حراض فالحق في التعليم من الحقوق الأساسية ولا يمكن التهاون فيه بأي حال من الأحوال وعليه يجب أن تتخذ جميع التدابير الإدارية لتسهيل هذا الحق.