آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

دهشة ومتعة وترقب

الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري * صحيفة الرياض

لا يزال عشاق المستديرة يحلمون بالمزيد من المتعة والتطلعات لمنتخباتهم، فعالم الكرة مليء بالقصص والذكريات والأحلام والمواقف الطريفة، فلن ننسى جميعنا الأخطبوط بول الذي ولد سنة 2008، وتوفي في 26 أكتوبر 2010 وهو أخطبوط لقى اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا على المستوى العالمي نظرًا لتوقعه الصحيح للفائزين في مباريات كرة القدم، خصوصًا التي يكون منتخب ألمانيا لكرة القدم طرفًا فيها، ولد في إنجلترا، ثم نقل إلى أحواض الحياة البحرية بمدينة أوبرهاوزن الألمانية، لذلك لا يمر مونديال كأس العالم على محبي وعشاق كرة القدم إلا والاستعدادات له يتخللها الدهشة والشغف، حيث تنصب الشاشات في الشوارع والمقاهي ويصبح مصدر دخل للكثير من الشركات والأفراد في تلك الفترة، فوكالات الأزياء العالمية الرياضية وغيرها لها النصيب الأكبر من الكعكة في السوق، ويصبح موسما إبداعيا لكيفية عرض الملابس الرياضية والمأكولات وكل ما يخص الرياضة، ولكن على مستوى الأفراد والمشجعين لكل منا طريقته في استقباله، فالبعض منا ينطلق للأراضي التي تقام فيها البطولة ليستمتع بحفل الافتتاح ومن ثم برؤية فريقة الذي يفضله أمامه يستمتع بفنه واستعراضه لقدراته أمام جمهوره، والبعض يفضل أن يقضيه في بلده ليكون فرصة للالتقاء بالأصدقاء وإشعال نار الحوار والمنافسة.

وجمال هذا الكرنفال العالمي في أنه يجمع البشر تحت هدف واحد وهو حب الكرة وهذا الحب فيه الكثير من الإثارة، حدث يقلب الموازين ويحبس أنفاسنا لثلاثين يوما، فمع إطلاله شمس كل يوم تبدأ متعة التوقعات والانتظار والترقب. ولكل حدث قصة حيث إن أول كأس للعالم أقيم بالأرغواي كان في عام 1930و فيها رفضت الكثير من دول أوروبا التحول إلى الأرغواي بسبب بعد المسافة التي كانت تستغرق رحلة أسبوعين على ظهر السفينة لكن رئيس الاتحاد الدولي في ذلك الوقت نجح في إقناع 4 دول أوروبية بالمشاركة فأرسلت بلجيكا ويوغوسلافيا وفرنسا منتخباتها بينما أرسلت رومانيا فريقا تشكل من عمال أحد المصانع ليمثلها في بطولة كأس العالم الأولى ومن بعدها بدأت دورة كأس العالم إلا أنه ولظروف الحرب العالمية الأولى والثانية لم تقم البطولة وتم إلغاؤها في عام 1942م و1946م. وبطولة كأس العالم من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة على مستوى العالم، حيث قدر عدد متابعي البطولة في عام 2006م والتي اقيمت في ألمانيا ب715 مليون شخص، وهذا الرقم يدل على ما تتمتع به هذه البطولة من شعبية جارفة في أنحاء العالم، كرة القدم توحد الشعوب، وتظهر شكل مختلف للعلاقة ما بين المشجعين والكرة، تلك المشاعر التي تظهر على شكل ومضات للفرح والحزن والانتعاش والدهشة والتأمل، رحلة جمهور الكرة المليئة بالحظوظ والصدف، التنافس العالي والمكان الذي قد يربك وقد يكون عامل للنجاح، السؤال: هل هي لعبة حظوظ أم أداء عالٍ؟.