آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:36 ص

شجرة الكونوكاربس بين الجمال والخراب

عباس سالم

يرتبط جمال شجرة الكونوكاربس مع جمال الشوارع في سفلتتها وتخطيطها والحد من كثرة الحفر والحفريات فيها، وتعتبر الأشجار متنفس للطبيعة وملطّفة للجو ومساعدة على تنقية الهواء، وتعد تحفة جمالية بيئية تجلب السعادة بتوفير الراحة والهدوء لمستخدمي الطريق من المارة وقائدي المركبات.

لا شك أن الأشجار هي من أهم الأجزاء الرئيسية في النظام البيئي لدورها الفعال في الحد من تلوث الهواء وتصفيته، والمساهمة في الحفاظ على اعتدال المناخ وتلطيفه، وهنا يبرز الدور المجتمعي بمساندة الجهود المبذول من قبل الجهات المعنية في البلديات بزيادة المسطحات الخضراء والتشجيع على التشجير والعناية بالشجرة والمحافظة عليها.

هناك جهود كبيرة تبذلها البلديات للتشجير وزيادة المساحات الخضراء، والأمر يبدوا واضحًا في الكثير من الشوارع والحدائق العامة والواجهات البحرية لإظهار جمالها، لكن هذا الجهد الكبير في عمليات التشجير يحتاج إلى ضوابط ومواصفات فنية مدروسة عند اختيار نوعية النباتات والأشجار التي ينبغي زراعتها في هذه المناطق، لكي لا تكون كنبتة الكونوكاربس التي زرعت في كل مكان وأصبحت تؤدي الناس المارة نتيجةً لتفرع أغصانها على جانبي الطريق أو تكون سببًا لحوادث المرور نتيجةً لحجب الرؤية بسبب كثافتها وعلوها الشاهق الذي يعيق النظر ويغطي على بعض اللوحات الإرشادية على الطرقات الرئيسية.

مهرجان ”جزيرتنا خضراء“ الذي أطلقته مجموعة من مجلس أهالي الربيعية التطوعي بجزيرة تاروت، كان يهدف إلى إبراز الصورة الحقيقية لجمال جزيرة تاروت التي كانت من أجمل الجزر الواقعة على الخليج العربي، وكذلك تثقيف الأهالي وحثهم على التشجير والعناية بالشجرة أمام البيوت وفي محيط الأحياء والأزقة، وذلك لأهميتها ودورها الكبير في خفض درجات الحرارة والتقليل من معدل التلوث.

ويهدف المهرجان كذلك إلى زيادة الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية الأشجار والعناية بها، وهذا يحتاج إلى مساندة من الجهات المعنية بالتشجير في البلديات، من أجل إظهار الجانب الجمالي لجزيرة تاروت الذي تراجع مع تزايد تلوث الهواء والارتفاع المتصاعد في درجات الحرارة، نتيجة التوسع العمراني وتحويل الكثير من الأراضي الزراعية للأسف إلى وحدات سكنية تغطيها المباني الخرسانية.

ختامًا: إن شجرة الكينوكاربس لا تصلح زراعتها بين أرصفة الشوارع وبين الأحياء وأمام المنازل لأنها مؤذية ومخربة للأرصفة والجدران، بسبب تفرع جذورها الليفية القادرة على تتبع المياه لمسافات طويلة، وأي تهريب لمواسير المياه في البيوت يكون هدفًا للالتفاف عليها وتسكيرها، وإن انتشارها بشكل عشوائي في الشوارع يتسبب في حجب الرؤية وخدش السيارات وإعاقة الحركة المرورية وحجز ممشى عبور المارة في بعض الطرقات.