آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 2:08 م

من دور الماء في استخراج النفط!

المهندس هلال حسن الوحيد *

في هذه الأيام الممطرة، أحببتُ أن أعطي القارئَ الكريم والقارئة الكريمة فكرةً عن دور الماء في استخراج النفط - الزيت - من مكامِنه - Reservoirs - في أعماق الأرض. وبما أنني ذكرتُ النفطَ والزيت أحيي الزملاء الذين عملنا معهم سنوات في هذا العمل الجميل، برًّا وبحرًا وفي مقرات أعمال النفط الرئيسة في شركة أرامكو السعودية. هذه المادة - النفط - هي التي تسير العالمَ كله في كل شيء وتظهر أهميتها جليًّا في الأزماتِ والحروب التي يمرّ بها العالم.

صدق اللهُ العظيم إذ قال: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، الماء أينما يوجهه الله يأتِ بخير، وإن بدا أن المطر الذي يسقط يضيع هدرًا إلا أنّ جزءًا منه يأخذ دورته النافعة في الدنيا. لا تستغرب أنه لو لم يكن هناك ماء لما كان من نفطٍ يستخرج، لأن الماء ضروري في عمليات الحفر والاستخراج والصيانة ورفع كفاءة الإنتاج، ونواحٍ أخرى عديدة من صناعة النفط.

مكامن النفط تبدأ شابة قوية مثل البشر تمامًا، ثم مع استمرار الإنتاج منها تضعف كما يضعف البشر، بنسب متفاوتة تعتمد على حجمها ومكوناتها، فبعضها يضعف سريعًا وبعضها بالتدريج ولذلك فهي تحتاج إلى معالجة. ”الضغط“ من أهم العوامل في مراحل انتاج النفط من المكامن لأنه يمكّن السوائل النفطية من الاندفاع من بين ثقوب الصخور - من تحت الأرض في المكمن - عبر فوهة البئر حيث الضغط يكون أقلّ، ومن ثم إلى سطحِ الأرض وبعد ذلك يتم معالجتها والانتفاع بها.

في حالة انخفاض الضغط، أحد الحلول لإعادته ليكون مناسبًا هو الاستفادة من الماء وذلك بحفر آبارٍ مخصصة لهذا الغرض، يتم من خلالها حقن الماء - Water Injection - بين الآبار النفطية المنتجِة بطريقة مختارة بعناية من قبل مهندسي النفط بغرض دفع النفط نحو الآبار المنتجة. تستمر هذه العملية حتى يتم استخلاص أكبر كمية ممكنة من النفط. وعندما يندفع السائل النفطيّ نحو السطح يتم استخلاص الماء منه، ويمر النفط بمراحل التكرير المتعددة.

للماء استخدامات كثيرة في عالم النفط، لا تتسع خاطرة مختصرة لبيانها، لكنني رغبتُ أن أشجع القراءَ والشباب الذين يرغبون في تخصصات علميّة ومنها هندسة النفط أو البترول أن يزدادوا في المعرفة عن النفط وكيفية التعرف على أماكن تواجدِه وطرق استخراجه والعمليات المعقدة التي تجري عليه قبل أن نقف في طابور من أجل ملء خزان السيارة بالوقود أو شراء قنينة غاز مطبخ منزل!

القارئ الكريم والقارئة الكريمة، إذا قدتَ سيارتك إلى العمل أو سافرتَ في طائرة أو سفينة أو قطار، أو استهلكت أنواعًا من المواد البلاستيكية في منزلك، أغلب الظنّ أن النفط هو من سيَّرها ودخل في صناعتها، وأن الماء ساعد في إنتاج النفط ووصوله إليك!

مستشار أعلى هندسة بترول