آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 6:02 م

الأب عندما يزوج ابنه أو ابنته!

المهندس هلال حسن الوحيد *

ما إن يتزوج الإبن أو البنت إلا وترى الأب يسأل بين الحينِ والآخر: يا ترى يا أم فلان زوجة ابننا حبلت أم لا؟ صار شهران أو أكثر منذ زواجهما! ابتنا حبلى أم لا؟ في علمك أنه هناك مشكلة أم هذه خطتهم؟ على كلّ حال، يارب ارزقهمَا الذرية الصالحة ونُسر بأولادهمَا وبناتهمَا.

تمر الأيّام وتبدو علاماتُ الحمل فإذا بالجدّ والجدة يطيران فرحًا أكثر من الأب: الحمد لله سوف نرى قريبًا حفيدًا أو حفيدة، بذلك يستمر وجودنا وذكرنا في الدنيا من خلال ذرية الأبناء والبنات. ثم ياتي الصبيّ وما أغلى من الولد إلا ابن الولد!

بعض النّاس، يعتبرونه تدخلًا وتطفلًا حين يسأل الجدّ إن كانت زوجة ابنه حبلى أم لا، أو ابنته حبلى أم لا! بينما الواقع هو أنه يرى أن امتداده يكون عبر ذلك الطريق فمهما طال بالإنسان العمر واستمر به الذكر إذا لم يكن له امتدادا بيولوجي يكون انقطع من الدنيا تمامًا!

إذا كان الأنبياء يفرحون بأحفادِهم، كيف لا نفرح نحن الذين لا نضبط مشاعرنا وعواطفنا؟ تحكي الروايات التاريخية أن الرسول ﷺ سُرّ كثيرًا يوم ولادة سبطيه الحسن والحسين عليهما السلام وهو الذي سمّاهما وعقّ عنهما، وفعل أكثر من ذلك، وكان يقول: ”اللّهمّ إني أحبّهما، فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما“.

طبيعي جدًّا أن يُسر النبي محمد ﷺ بولادة سبط مثل الحسين في الثالث من شعبان من السنة الثالثة للهجرة ومن يدرك أحفاده يحصل له من السرور بعضًا مما حصل للرسول مع الفارق في الكمالات بين الجدّ محمد والحفيد الحسين وعامة الناس!

قالوا في سبب نزول سورة الكوثر، أن قريشًا كانت تترقب انتهاء الرسالة بوفاة النبي ﷺ لأنهم كانوا يقولون: إن النبي بلا عقب. فإذا بالقرآن يقول للنبي: ”لا، لست بلا عقب، بل شانئك هو الأبتر الذي ليس له عقب“. سوف يكون عقبك من الحسن والحسين عليهما السلام!

أعطى الله رسوله الخيرَ الكثير والذرية من فاطمة - -، ابنة كريمة ولدت أولادًا كرامًا من زوجٍ كريم. لو كنا موجودين آنذاك في يوم ميلاد الحسن أو الحسين لسمعنَا ضوضاءَ الفرحِ والبهجة والتّهاني والتبريكات للجدّ ﷺ وللأب عليّ وفاطمة عليهما السلام، فما ضرنا لو قلناها متأخرين قرونًا: مبارك لك يا رسول الله ميلاد سبطك الحسين ومبارك لكل العائلة الكريمة والأحباب والأصحاب!

وأخيرًا، أحببتُ في هذه الخاطرة وأنا أكتبها في يوم الجمعة، الثالث من شهر شعبان سنة 1444 هجرية أن أرغّب الشبّان والشابّات حديثي العهد بالزواج في الإسراع في الإنجاب وأن ندعو جميعًا لمن استعصت عليه الخلفة فذلك على الله هيّن! أما من يريد تأخيرَ الإنجاب لمدة طويلة دون سبب، أحيلكم على الدراسات الطبيّة العديدة التي تنصح الرجلَ والمرأةَ بعدم تأخير الإنجاب والمشاكل التي تحصل عندها!

مستشار أعلى هندسة بترول